أمى رحمة الله فى الأرض ودعوتها فى السماء

أمى رحمة الله فى الأرض ودعوتها فى السماء

كتبت /منى منصور السيد
لما اتولدت فرحت عائلتى جدا وكنت الطفلة السادسة ولما بلغت ثلاث سنوات تعرضت لحادث سقوط من سطوح البيت وخلع فخدى وكتفى وحدث التواء فى العمود الفقرى وفجأتنى حمى شديدة هاجمها فيها فيروس شلل الاطفال
فأدى إلى ضمور بالعضلات وهنا كانت الرحمة عانت أمى معى معاناة شديدة وهى والدة لخمسة اطفال وكانت حامل فى أختى الصغيرة وكانت رغم حملها وضعفها تحملنى للذهاب للمستشفى وحتى بعد ما وضعت أختى الصغيرة كانت تضطر لتركها لأختى الكبيرة لتكمل معاناتهم فى المستشفيات ولما بلغت السادسة من عمرى ودخلت المدرسة وكان كل من حولها من الأهل يعترضون على تعليمى
لكن والدتى صممت أن أتعلم لانها لمست ذكائى منذ الصغر وكنت أتردد على حضانة للاصحاب القدرات الخاصة ولان ربنا بيعوض وتعويضه يفوق الحدود ورحمة بى ظهرت موهبتى بالرسم والنحت بالصلصال وكنت موهوبة جدا
وهذا اكتر شئ فرح والدتى واعطتها أمل من جديد وكانت والدتى تشجعنى وكنت إذا رسمت فى ورقة كانت والدتى تحتفظ بيها وكأنها كنز و علمتنى والدتى أن تجمع قطع القماش الصغيرة وأعمل توك لشعرى ولأخوتى ورغم انها لم تكن تعرف القراءة والكتابة الا انها كانت تجلس معى لأكتب واجباتى المدرسية على قدر ما استطاعت
وتشجعنى على القراءة وكبرت وكنت بالمرحلة الاعدادية وتعلمت من أختى الكبيرة التطريز بالخرز وعملت معها طول الصيف لأشترى إحتياجاتى فى ا المدرسة وشجعتنى والدتى على العمل وكانت والدتى تشجعنى على تعلم الكروشية وتعلمت وتعلمت قص المفارش الورقية وكانت تعلقها وتهتم بها وكانت تصنع وردات صغيرة وتجمعها فى مفارش
وكانت والدتى تراقبنى و الفرحة فى عينيها بكل حاجة بعملها
وأكملت منى دراستى الثانوية
وكانت والدتى كل يوم تنتظرها فى فناء المنزل بالطعام لتأكل طعامها وبعدها أذهب المسجد لأخذ دروس التقوية ودخلت الجامعة وسط أعجاب الجميع بكل ما انجزته وحققته وكانت الداعية الصابرة معى تراقب والفرحة تملئ عيونها والدموع تنهمر وتقول شقايه وتعبى لا يذهب سدى الحمد لله
(((( سمعت امى تقول مرة لخالتى منى طفلتى التى كنتم تقولون اتركوها لتموت الان هى أحسن بنت فى العيلة علما وخلقا
فصارت سعادتى أكثر وبذلت كل جهدى و حققت نجاح فى الجامعة بمساعدة إبى ولكن لم يمهله القدر ليفرح بتخرجى توفى فى السنة الأخيرة من الجامعة فكانت الصدمة تولى ظهرى وسندى توفى الصديق والاب والاخ فوقفت أمى وتحدت العالم وقالت سنكمل وكان كل أخواتى قد تزوجوا وفعلا أكملت معى المشوار وتخرجت فى كلية الأداب عام 99 وبعدها كافحنا للحصول على وظيفة سافرنا مرات للقاهرة للسعى وراء الوظيفة وكانت وتوليت وظيفة مدرسة دراسات إجتماعية فى مدرسة إعدادية والحمد لله ذاع صيتى كمدرسة وكنت من المتميزات فى مهنتى
وكانت دعواتها هى المخرج من المحن وبدأت اختبارات من الله حادث فى عمل أدى الى عاهة فى ذراعى الأيسر وكانت تساندنى ادامها الله وبعدها بثلاث سنوات كانت الطامة الكبرى فتعرضت لحادث أخر أصاب قدمى اليسرى وصبرت وكانت تساندنى وخرجت معاش عجز بعد 18عام عملت فيها كمدرسة
وكانت الصابرة الداعية دوما إن أقف مرة أخرى على قدماى و استعملت الكرسى المتحرك وراحت تدعوا وترجوا الله لى الشفاء أمى عانت المرض وكانت رفيقتى بالحياة معا فى غرفة واحدة وبيت واحد
توفيت أمى ذهب القلب النابض بالحب ذهبت من يكرمنى الله لأجلها وبقى الدعاء والرضى
أمى اللهم أرحمها وأغفر لها وتقبلها من الصابرين اللهم أمين
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.