إرتفاع أسعار الأدوية في مصر وإختفاء معظمها وصرخات مرضي السكر .. الأزمة ومن خلفها

إرتفاع أسعار الأدوية في مصر وإختفاء معظمها وصرخات مرضي السكر .. الأزمة ومن خلفها

 

 

إرتفاع أسعار الأدوية في مصر بشكل جنوني بل وإختفاء الكثير منها أصبح حديث الساعة ولايوجد سؤال بين المرضي سوى عن سبل إيجاد حلول سريعة لها لإنقاذ ملايين المرضي .

 

تقرير / خالد الصالح

 

شهدت مصر في الآونة الأخيرة أزمة حادة في ارتفاع أسعار الأدوية، والتي تزامنت مع اختفاء أدوية هامة من الصيدليات، مما أثر بشكل كبير على المرضى، خاصة مرضى السكر الذين يعانون من نقص حاد في الأنسولين. هذه الأزمة أثارت قلقاً كبيراً بين المواطنين وأدت إلى صرخات استغاثة من المرضى وأسرهم، في ظل محاولاتهم المستمرة لتوفير الدواء اللازم للبقاء على قيد الحياة.

 

أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في مصر

 

تتعدد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الأدوية في مصر، ومنها:

زيادة تكلفة المواد الخام: تعتمد مصر على استيراد المواد الخام المستخدمة في تصنيع الأدوية من الخارج. ومع ارتفاع أسعار هذه المواد نتيجة لتقلبات الأسواق العالمية وارتفاع أسعار الدولار، انعكس ذلك مباشرة على أسعار الأدوية.

تكاليف النقل والتوزيع: ازدادت تكاليف النقل والشحن نتيجة لارتفاع أسعار الوقود محلياً ودولياً. هذا الارتفاع تسبب في زيادة الأسعار على مستوى كافة مراحل الإنتاج والتوزيع.
تقلبات سعر الصرف: يعد سعر الصرف من العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار الأدوية في مصر. ومع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، تضاعفت تكلفة استيراد الأدوية والمواد الخام.

 

اختفاء الأدوية الهامة من الصيدليات

يواجه المرضى في مصر مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن ارتفاع الأسعار، وهي اختفاء الأدوية الهامة من الصيدليات. من أبرز الأدوية التي اختفت في الفترة الأخيرة أدوية السكر والأنسولين، بالإضافة إلى أدوية القلب وأدوية علاج الأمراض المزمنة.

 

الأسباب وراء اختفاء الأدوية

 

نقص المواد الخام: يعتمد قطاع صناعة الأدوية في مصر على استيراد جزء كبير من المواد الخام من الخارج. وعند حدوث أي تأخير في الاستيراد أو زيادة في التكلفة، يتسبب ذلك في نقص الإنتاج وبالتالي اختفاء الأدوية.
التخزين والاحتكار: بعض الشركات قد تحتفظ بكميات من الأدوية انتظاراً لارتفاع الأسعار بهدف تحقيق مكاسب أكبر، مما يؤدي إلى نقص الأدوية في الأسواق.
سياسات التسعير: تحاول بعض الشركات المطالبة بزيادة أسعار الأدوية لتعويض خسائرها الناتجة عن ارتفاع التكاليف. وفي بعض الحالات، ترفض السلطات المعنية هذه المطالبات، مما يدفع الشركات إلى تقليل إنتاج الأدوية أو التوقف عن تصنيعها.

تأثير الأزمة على مرضى السكر

تعد أزمة اختفاء الأنسولين من الصيدليات من أكثر القضايا الحساسة التي تشغل بال مرضى السكر في مصر. فالأنسولين يعتبر من الأدوية الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها. ومع اختفائه من الأسواق أو ارتفاع سعره بشكل مبالغ فيه، وجد المرضى أنفسهم في موقف صعب.

 

صرخات مرضى السكر

إرتفاع أسعار الأدوية
إرتفاع أسعار الأدوية

صرخات الاستغاثة من مرضى السكر وأسرهم أصبحت مسموعة في كافة الأرجاء. هؤلاء المرضى يحتاجون إلى جرعات منتظمة من الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم، وأي تأخير أو نقص في الدواء يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

 

أبرز التحديات التي يواجهها مرضى السكر تشمل

عدم القدرة على تحمل تكاليف الأنسولين: الارتفاع المستمر في سعر الأنسولين جعل الكثير من المرضى غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج.
البحث المستمر عن الدواء: يجد المرضى أنفسهم مضطرين للتنقل بين الصيدليات بحثاً عن الأنسولين أو الاعتماد على السوق السوداء لشرائه بأسعار مضاعفة.
تفاقم الحالة الصحية: نقص الأنسولين أو عدم الحصول عليه في الوقت المناسب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ارتفاع السكر في الدم أو الدخول في غيبوبة.

دور الحكومة في مواجهة الأزمة
لم تبق الحكومة المصرية مكتوفة الأيدي أمام أزمة ارتفاع أسعار الأدوية واختفائها. فقد قامت بعدة إجراءات للتخفيف من حدة الأزمة، ومنها:

 

زيادة الرقابة على شركات الأدوية: تم تشديد الرقابة على شركات تصنيع وتوزيع الأدوية لضمان عدم حدوث احتكار أو تخزين غير مبرر للأدوية.

توفير بدائل للأدوية الناقصة: تحاول وزارة الصحة بالتعاون مع شركات الأدوية توفير بدائل محلية للأدوية الناقصة، خاصة الأنسولين.

تحسين سياسات التسعير: تعمل الحكومة على إعادة النظر في سياسات تسعير الأدوية لضمان توفير الأدوية بأسعار مناسبة للمواطنين.

اقرأ أيضا وزير الصحة يتفقد مركز طب أسرة  ضمن جولاته الميدانية المفاجئ
الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة
هناك مجموعة من الحلول التي يمكن أن تساهم في تجاوز أزمة ارتفاع أسعار الأدوية واختفائها من الصيدليات:

تعزيز التصنيع المحلي: يجب على الحكومة دعم الشركات المحلية لتصنيع المواد الخام محلياً بدلاً من الاعتماد الكامل على الاستيراد.
زيادة الدعم الحكومي: يجب توفير دعم حكومي أكبر لقطاع الأدوية لضمان استقرار الأسعار وتوافر الأدوية الأساسية.
تسهيل الإجراءات الاستيرادية: تسريع الإجراءات الجمركية وتخفيف الأعباء المالية على استيراد المواد الخام يمكن أن يساعد في خفض تكاليف الإنتاج.

 

تظل أزمة ارتفاع أسعار الأدوية في مصر واختفاء الأدوية الهامة من الصيدليات من أكبر التحديات التي تواجه المرضى، خاصة مرضى السكر. على الرغم من الجهود الحكومية المبذولة، إلا أن الحلول طويلة الأمد تتطلب تعاوناً بين الجهات الحكومية وشركات الأدوية لضمان توفير الدواء بأسعار معقولة وتلبية احتياجات المرضى بشكل مستدام.

اقرأ أيضا مخاطر ظهور الأدوية المغشوشة والأدوية المهربة..الحلول المقترحة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.