العامل بين عيدي سيناء والعمال وشرف العمل وفريضة البناء

العامل بين عيدي سيناء والعمال وشرف العمل وفريضة البناء

 

 

 

العامل المصرى .. ونحن على مشارف الاحتفال بعيد العمال لا ننسى في هذه الأيام احتفال بلادنا بعيد تحرير سيناء الحبيبة تلك الأرض التي تلاقت على ترابها الكتب السماوية، ومر على ذراتها الأنبياء والرسل .

 

بقلم : د. رحاب أبو العزم

 

فقد كلم الله فيها النبي موسى وعبرها المسيح وأمه العذراء، ومن قبلهم الخليل إبراهيم عليهم السلام. سيناء الأرض الطيبة التي ظلت محط أنظار العالم وأطماعه نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي المهم؛ فهي حلقة الوصل بين حضارات وادي النيل وحضارات العراق والشام، وهي المعبر بين قارتي أفريقيا وآسيا، سيناء كانت ولازالت مالكة لقلوب المصريين

 

 

حيث المكانة والقيمة التي صاغها الموقع الجغرافي وسجلها كتاب التاريخ وسطرتها سواعد المصريين على كافة العصور، السواعد التي شيدت إليها الطرق والكباري، وبنت المدن الجديدة لتكون نواة التطور المعاصر لسيناء، وبفضل عمال مصر وسواعدهم رفعت مكانة سيناء الدولية لتصبح مدنها من أفضل مدن العالم السياحية، ولقد ارتبطت قلوب وسواعد عمال مصر بأرض الفيروز لإعمارها في الزراعة والبنيان المعماري وفي التجارة والصناعة لتنتقل سواعد العمل من سيناء إلى كافة مصر.

 

العامل هو اللبنة الأولى في بناء الاقتصاد

يعتبر العامل حجر الأساس في بناء أي مجتمع، هو من يقدم وقته وجهده وعمره لتطوير الصناعة والزراعة والتجارة حيث -بسواعده- تشيد المصانع، وتبنى الطرق، وتتطور المشروعات، وتدفع عجلة الإنتاج وتترجم الخطوط التنموية إلى واقع ملموس ليزدهر الاقتصاد. ولقد أثبتت التجارب الواقعية أن أنجح الاستثمارات هي التي تستثمر في العنصر البشري، وأن الطريق الأقصر لتحقيق التنمية المستدامة هو بناء العامل وتعليمه والاعتناء به ثقافيًا وصحيًا وماليًا.

 

العمل في الشرائع عبادة وفرض

لم يكن العمل في شريعتنا الغراء مجرد وسيلة لكسب المال فحسب؛ بل رفعه الله تعالى في جميع الكتب السماوية إلى مرتبة العبادة، وجعله سبحانه من الفرائض الأساسية التي تكتمل بها شخصية العبد المؤمن؛ حيث رفض الإسلام البطالة والاتكال، وحث على الإنتاج والاعتماد على النفس، وأبرز كرامة الإنسان في ظل عمله مهما كان صغيرًا، فبالعمل تصان الكرامة ويعان المحتاج وتبنى الأمم. ولقد أبرز المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك في قوله فيما رواه الإمام البخاري: (ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ) حيث الأمر النبوي الكريم يبرز في الحديث الشريف بعمل المسلم

وكسب طعامه من حر عمله، وأن يعف نفسه وأهله بالسعي على عمل يكفي قوت يومه ليعول نفسه وأهله وعياله، ولا يعيش عالة على أحد. وكل صاحب عمل في الإسلام مكرم طالما لم يحرمه الله، ومهما كان صغيرًا فيكفيه أنه قد صان به المسلم كرامته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.