الفنان الدكتور ” سيد خاطر ” يكتب: وعقبال البكاري”

بقلم / سيد خاطر

وعقبال البكاري :

مدينة الرياض السعودية بمواسمها الترفيهية مسرحاً وغناءاً لم تسحب بساط الفن من مصر كما يتخوف البعض ويتصور البعض الآخر .

كل ما هنالك أن المملكة في ثوبها الجديد _ أو ثوبها الذي تحاول أن تجعله يبدو للناظرين جديداً _ تستعير ” بفلوسها ” بعض فنانينا لإحياء لياليها الملاح .. ليالي البهجة والانفتاح .

وباختصار شديد الصراحة والوضوح فإن الأمر يتلخص في سعي السعودية لإيصال رسالة للعالم مفادها أنها قد انفتحت تماماً كدولة عصرية بأن هجرت كل مظاهر التزمت والانغلاق الذي كان .

وأنها قد أضحت دولة جاذبة للسياحة بمختلف ألوانها وأشكالها ، أي أن أمر اجتياز حدودها لم يعد مقتصراً على السياحة الدينية للمنتمين للدين الإسلامي دون غيرهم .

وإنما هى قد استحدثت سياحة ترفيهية لا تُحَرِم الفن ولا تُكَفِر الفنانين ، وبالتالي فإن أبواب حدودها قد أضحت مفتوحة على مصراعيها لجميع أصحاب الديانات السماوية .

وأيضاً الديانات الأرضية ، ومعهم فوق البيعة الإخوة اللا دينيين من أساسه ، هذا بكل بساطة هو المنطق السعودي .

إنه لم يدعي أبداً ولو للحظة أنه يؤسس ويؤصل فناً سعودياً ، لم يدعي أنه يرعى ويناصر إبداعاً فنياً ينافس ويحتل به صدارة الساحة الفنية العربية .
في المقابل .. فإن الفنان المصري الذي يتم استدعاؤه يتمتع بانتعاشة مالية فائقة الجودة من الجانب السعودي ” سبوبة كبيرة ” ، وهذا بطبيعة الحال إغراء يصعب مقاومته على الجميع .

خصوصاً أن الاستدعاء غير مشروط ( بالمرة ) بضرورة التفرد الفني في أيٍ من المجالات الفنية ، إذ لا مانع أبداً أن تكون الأعمال المسرحية أو الغنانية سابقة التجهيز .

 أو أن يتم توليفها وتجهيزها على عجل لتسد فراغاً من الضروري شغله حتى لا يتوقف دوران عجلة الترفيه الدائم المستمر.

يعني الحكاية كلها عبارة عن ( فرح ) متكرر لرجل شديد الثراء ، فرح يبدأ فينتشي خلاله أصحابه ومعازيمه .

 ثم ينتهي ليبدأ التحضير للفرح التالي ، هكذا دون إفراز فني حقيقي من شأنه أن يولد وينمو ويترسخ فيشكل تاريخاً فنياً أصيلاً للمملكة .
وعقبال البكاري .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.