بطل من أكتوبر: أقاموا عزائي على أنني استشهدت في الحرب
أبطال واجهوا وصمدوا أمام ما كان يطلق عليه خط بارليف الذى لا يقهر، ومع كل احتفال بنصر أكتوبر المجيد يتذكر الجميع بطولات القادة والجنود فى ميدان المعركة، الملحمة التى سطرها أبناء مصر بدمائهم لتعود العزة والكرامة، وكان من بين هؤلاء أبطال مازالوا يعيشون معنا ومن بينهم الرقيب “صبحى حنا غالى”، من قرية ابا البلد التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا، ذلك الجندى الذى سطر تاريخا عظيما مع رفاقه من القادة والجنود لمصر، فى معركة النصر السادس من أكتوبر 1973.
يقول الرقيب صبحى حنا غالى: “التحقت بالقوات المسلحة فى عام 1968 وخرجت بعد نصر أكتوبر فى عام 1974، بعد أن الحقنا هزيمة ساحقة بالعدو فى ميدان المعركة، وعند دخولى القوات المسلحة التحقت بفرقة مشاه سلاح المدفعية، وشاركت فى حرب الاستنزاف، وحرب اكتوبر، حتى تحقق النصر، وكانت أول كلمه مع بداية الحرب الله أكبر الله أكبر.
تابع: “قضيت فى الخدمة 7 سنوات بينهم عامان فى الغردقه و5 سنوات فى السويس وبور توفيق، وكنت أحد الجنود الذين عبروا يوم 6 أكتوبر ودخلنا سيناء وفي ذلك الوقت، هتفنا الله أكبر بسم الله وانتصرنا بفضل من الله وعبر خط باريف الذى كان يطلق عليه الخط الذى لا يقهر”.
أضاف: حرب أكتوبر 1973 من الحروب التى سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترات طويلة لأنها كانت ملحمة عسكرية متكاملة الأركان، لأنها جاءت بعد حرب 67 وتعطش كل فرد فى القوات المسلحة للحرب، وعند علمنا إن الحرب اقتربت كان كل جندى منا يشعر بإحساس عجيب إنه يوم عرسه ويجب عليه أن يتزين لذلك اليوم.
وتابع صبحى، احفظ رقم مدفعي ولن انساه ابدا فقد شاركت به فى تحقيق النصر، واستطعنا بالقوة التى كانت معى ضرب نقطة قوية وأسرنا منها 40 جنديا إسرائيلى بعد أن استطعت تدمير البرج والعلم الإسرائيلى الذى كان يعلو تلك النقطة، وبهذا المدفع ايضا استطعت فتح ثغرات لتحرك القوات من خلالها لأن خط بارليف كان يوجد به ألغام.
وأوضح صبحى: “أثناء حرب الاستنزاف تمكنت من الوصول خلف العدو لزراعة الألغام 3 مرات، كنا ندخل خلف خطوط العدو ونخرج دون أن يشعر بنا أحد، نؤدى مهمتنا ونخرج مسرعين، عشنا أوقات صعبه جدا قبل بداية المعركة الحاسمة فى 73 ولو عاد بى الزمن من جديد سوف أدخل الحرب وكلى فخر لأن طعم الانتصار جميل لا يوصف بكلمات، وأجمل اللحظات فى المعركة وأجمل إحساس كان لحظة العبور ونحن نردد الله أكبر بسم الله”.
وقال صبحى، مع بداية الحرب كنت مواجها لبور توفيق وفى تلك المنطقة نقطة قوية من جيش العدو كانت توجه ضرباتها باتجاه مدينة السويس، وعلى الفور تعاملنا معها ودمرناها كاملة وأسرنا منها 40 جندى تم تسليمهم للقيادة العامة، وبعد ذلك دخلت بدأت أقوم بفتح الثغرات للقوات، وهذا كان دورنا هو كسب الأرض من العدو حتى إن العدو عندما شعر بالهزيمة وأننا نشبه الأسود فى المعركة استخدموا أسلحة محرمة دوليا.
وأضاف صبحى: “من الأشياء المضحكة إننى عندما رجعت إلى القرية الأهالى لم يكونوا يصدقوا رجوعى لأنهم اقاموا على العزاء على أننى شهيد فى حرب أكتوبر، فكانت فرحة كبيرة للأهالى القرية، وفرحة لى اننا عندما تم ترقيتى إلى رقيب بعد انتهاء الحرب، لما قدمته خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر من أعمال بطولية، كانت سببا فى حصولى على تلك الترقية، لكن الحرب سطر فيها رجال القوات المسلحة بطولة عظيمة وضحوا بأرواحهم من اجل إهداء النصر للشعب المصرى”