حكايتي مع ٦ أكتوبر وزمزمية بور سعيد .. شاهدة علي حادث خطير
حكايتي مع ٦ أكتوبر .. هى قصة مهمة في حياتي، ومما يؤكد أهميتها الأخرين وليس أنا فدايمًا كانوا يقولون لي :اكتبيها بالتفاصيل .
بقلم/ رغدة السعيد
يمكن عشان اهميتها و يمكن لاني أصبحت شاهدة علي حادث كبير …
كان فيه أب لأربعة بنات وولد، وأنا كنت أصغر البنات، وأخويا كان أصغر واحد فينا كلنا. من كام سنة كده ( كتير ) ، كان أخويا عنده ٣ سنين وكان بيخاف من صوت الطيارات، لدرجة إنه كان يسد ودانه ويستخبى لما الطيارة تعدي فوق البيت.
دعوات VIP لحضور عرض ٦ أكتوبر
بابا كان بيشتغل في المقاولات وكان بيعمل شغل للجيش. فجأة جاله دعوات VIP لحضور عرض ٦ أكتوبر (الأخير)، وجاله في دماغه ياخدنا معاه نتفرج، وقال يمكن أخويا العقدة تروح منه. صحينا بدري، وماما عملت الساندويتشات. بابا أخد تلات بنات، وأنا كنت منهم، ومعانا أخويا. وإحنا نازلين، ماما قالت: “خدوا معاكم إزازة مية أحسن ما تضيع منكم الزمزمية الجديدة” (اللي كانت مستوردة وجايبنها من بورسعيد لما كنا بنسافر نجيب اللبس الصيفي والشتوي).أيوة ما هي سفرية بور سعيد دي كانت رحلة الشتاء و الصيف لمعظم العائلات المصرية .. مستورد و ماركات و حاجة أخر رفاهية .
بابا ركن في العباسية، واتصرفنا في المواصلات لحد ما وصلنا للمنصة، لإن الشوارع كانت كلها مقفولة عشان العرض في مدينة نصر بطول شارع المنصة والجندي المجهول. مش فاكرة الجندي المجهول كان موجود ولا لأ.
بداية العرض
المهم، كنا قاعدين في مكان مميز جداً، أول خيمة على شمال المنصة، والعرض بدأ. كانت دي أول مرة أشوف الرئيس السادات بجد. كان بالنسبة لي زي الخيال، كأني بتفرج عليه في التليفزيون، و كان الموضوع بالنسبة لي اشبه باللي رايح ماتش كورة في الاستاد أول مرة ) وكان راكب عربية مكشوفة ولبس بدلته اللي مليانة أوسمة ملونة.و دي الصورة اللي بشوفه دايما بيها لحد وقتنا ده .
اتفرجنا على عرض المدرعات والدبابات، وأخويا اتبهر بعرض الطيارات وكان بيصقف فرحان. طيارات بدخان اشكال و الوان مبهر.
الخيانة
وفجأة، ضرب النار اشتغل. كل اللي سمعناه في الميكروفون كان “خيانة، خيانة”. جرينا كلنا نحتمي في الكراسي، وأول ما خرجنا من الخيمة، شفنا السادات متشال بسرعة وركبوه هليكوبتر ورا المنصة. المنظر كان مرعب جداً، جثث ودم في كل حتة، والناس بتجري وبتدوس على بعض من الخوف.
اخدنا ساعات لحد ما رجعنا البيت مرعوبين بنجري مش مستوعبين .
في نفس اللحظة دي، ماما كانت في البيت. البث اتقطع، فقامت طفت التليفزيون ودخلت تطبخ. وإحنا جرينا كل مدينة نصر، ومشينا كتير لحد ما وصلنا العباسية مكان العربية، وبابا جري بينا على البيت.
المفاجأة
لما وصلنا البيت، ماما فتحت الباب مبتسمة (عشان ماعرفتش اللي حصل). لكن فجأة، وشها قلب وقالت الجملة اللي مش قادر أنساها: “مش قلت لكم هتضيعوا الزمزمية؟” أختي الكبيرة ردت عليها: “انتي كنتي هتضيعي أربعة من ولادك، وهنا ماما اتصدمت لما عرفت باللي حصل، واليوم كله قلب حزن على السادات، الله يرحمك يا سادات، بس العقدة راحت من عند أخويا، وإحنا البنات جالنا كوابيس بدالها.
و توته توته، خلصت الحدوتة. ساعات بيبقى فيه ذكريات في حياتنا، سواء حلوة أو مؤلمة، ومهما السنين تعدي عليها، بتفضل محفورة في دماغنا ومش محتاجة صور ولا سيلفي عشان تستمر او تثبت ذاكرتنا .