مقالات وأراء كيف نبنى جسور التفاهم مع من حولنا..؟ بواسطة إيمان سامى عباس في نوفمبر 9, 2023 شارك كيف نبنى جسور التفاهم مع من حولنا..؟ بقلم/إيمان سامى عباس ظنى لو أن هناك قدرة على التعايش وقبول الاختلاف الإيجابي بين البشر ما شهدنا ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية من جرائم بشعة في حق الفلسطينيين؛ ذلك أن لهذا التعايش شروطًا لابد أن تتحقق حتى تمضى الحياة في توافق وانسجام وتسامح بين البشر حتى ولو كانوا مختلفين دينًا أو عرقاً أو لغة أو فكرًا.. والسؤال: هل تقبل إسرائيل وهي الدولة المغتصبة ليس لحقوق أهل فلسطين وحدهم بل للعرب كلهم والتي تعلم أطفالها في المدارس أن حدود دولتها الطبيعية من النيل للفرات.. ولا يؤمن قادتها ولا حتى شعبها بقاعدة ذهبية للتعايش وهى : أن الحياة تتسع لي أنا وأنت وغيرنا.. أو كما يقول المثل الإنجليزي «دعه يعيش. دعه يمر».. فأنا لستُ أنت، وليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به، ولا أن ترى ما أرى.. فسنة الله في الكون الاختلاف.. يقول الله تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك…» (هود: 118). إذن فالاختلاف شيء طبيعي في الحياة؛ وليس من الضرورى أن ترى ما أرى؛ وليس بمقدور أي إنسان أن يرى الأمور من كل الزوايا؛ فقد علمت شيئًا وغابت عنك أشياء.. ولذلك قال الله تعالى» وفوق كل ذي علم عليم». الاختلاف ليس معناه الخلاف والخصام والعداء، بل هو تنوع يفضي إلى التكامل، وهو شيء إيجابي إذا ما أبصرناه من هذه الزاوية؛ فما تصلح له أنت، لا يصلح بالضرورة له غيرك، وما يضايقك قد لا يضايقني، اختلاف الأفهام أمر طبيعي لا جدال فيه، ومن ثم فإن الحوار الإيجابي طريق للتفاهم وبناء جسور الثقة والتعاون شريطة ألا تكون هناك قناعات مسبقة يحاول كل طرف إلزام الآخر بها؛ وهنا نصل لقاعدة أخرى ذهبية، وهي أن الحوار للإقناع وليس للإلزام وهو ما يعني أنه لابد أن تساعدني على توضيح رأيي ولا تصادر على فكري؛ وهذا يعيدنا إلى قاعدة ذهبية أخرى وضعها الإمام الشافعي تقول « رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».. وتلك ولا شك قاعدة تفتقدها الإنسانية في عصرها الحاضر الذي يسوده قانون الغاب، وأن من ليس معي فهو ضدى، كما قالها جورج بوش الابن حين شرع في غزو العراق بذرائع واهية، أهمها وجود أسلحة كيماوية تبين فيما بعدها أنه كذبة تبناها الغرب ليبرر تخريبه للعراق التى عانت ولا تزال ويلات الاعتداء الأمريكى بمعاونة من أذيال واشنطن وتابعيها من دول أوروبا.. وإلا بما تفسر حروب التطهير العرقي والإبادة التي وقعت ولا تزال في أماكن عديدة في عالمنا الذي يتشدق أقطابه وعلى رأسهم أمريكا شرطي العالم الذي كشف عن وجهه القبيح بدخول الميدان إلى جانب إسرائيل التى لا تعبأ بحقوق الإنسان ولا بحقوق المدنيين وترتكب على مرأى ومسمع من العالم كله جرائم حرب وإبادة جماعية باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي بدلاً من إيقاف آلة القتل الإسرائيلية الوحشية بحق أطفال ونساء غزة وشيوخها ومدنييها فشل حتى في التوافق على قرار إدانة لتلك الجرائم التي تفضح الدعاوى الغربية التى تتشدق بحماية حقوق الإنسان والمدنية والقيم الديمقراطية لكنهم يمنعون أبسط تلك الحقوق حين يمنعون بقسوة أي تعاطف شعبي غربي مع حقوق الفلسطينيين أو أي تظاهرة مؤيدة لشعب غزة الأعزل. بل إن قادة الغرب لا يزالون يتوافدون على تل أبيب ليعلنوا اصطفافهم في خندق نتنياهو ليواصل جرائمه في حق أبرياء عزل دون أن يطرف لقادة الغرب جفنٌ حتى انكشفوا على حقيقتهم التي تقول بوضوح إن إسرائيل هى مشروع الغرب الاستعماري الذي أريد به منع أي نهضة عربية والحيلولة دون أي تكامل يجعل من العرب قوة يحسب لها ألف حساب. أتصور أن ما نفتقده اليوم هو تكريس التسامح وقبول الآخر على قاعدة إنسانية تجد سندها في مبدأ قرآني أصيل يجسده قول الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».. ما أتعس البشرية حين تبتعد عن الفطرة وتجافي شرع خالقها دون أن تدرى أنها بهذا البعد إنما تزيد حياتها قسوة ودمارًا.. فهل آن الأوان أن نعود للحوار والتسامح مع كل من نتعامل معه حتى نكفي أنفسنا شر المنغصات والمهلكات..؟! إن هذا الوضع الملتهب الذي يكتنف المنطقة ويجعلها على شفا انفجار يعيدنا إلى ما قاله شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب في أحد اللقاءات التي جمعت بين حكماء الشرق وحكماء الغرب.. يقول د.الطيب إنه ولا ريب في أن هذه الحوادثُ باتت تَفرِضُ على أصحاب القرار النافذ والمؤثرِ في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسئولياتهم كاملةً أمامَ الضَّمِيِر العالمي والإنساني، وأمامَ التاريخِ، بل أمام الله يوم يقوم الناس لرب العالمين، هذه المسئوليات التي تفرض عليهم فرضا أن يتدخَّلُوا اليوم قبل الغد ـ لصد هذا الإرهاب العالمي، ووقف حمامات الدماء المسفوكة وأكوام الأشلاء المتناثرة من أجساد الفقراء والمساكين، وأطفالهم ونسائهم، والتي يقدِّمونها كل يوم قرابينَ على مذابح العابثين بمصائر الشعوب، والغافلين عن قِصاصِ السَّماءِ والعدل الإلهي، الذي قد يمهل قليلًا، لكنها بكلِّ تأكيدٍ لا تُهمِلُ ولا تنسى.. ومن ثم فإنه تلزم مطالبة العالم أيضًا بالتصدي لمحاولات تهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى المبارك، وبالتمسك بسياسة حل القضية الفلسطينية حلا عادلًا شاملًا، لأن حل هذه القضية – فيما يقره كل منصف وعاقل – هو مفتاح المشكلات الكبرى التي تعيق التقاء الشرق بالغرب، وتسمم العلاقات بين حضارتيهما. أكمل القراءة أهل فلسطينجريدة أسرار المشاهيرجسور التفاهمقبول الاختلاف شارك FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestالبريد الإلكتروني