الموت لم يفرق الصديقين والأب عاد ليبحث عن ابنه في ظلمات النهر بالمنيا

الموت لم يفرق الصديقين والأب عاد ليبحث عن ابنه في ظلمات النهر بالمنيا

تقرير: دعاء علي ✍️

لم يكن مصطفى وعلي أقارب وحسب، ولكنهما صديقين جمعتهم ذكريات الدراسة والعمل بالرغم من صغر سنهما، فهما في أواخر عمر الزهور ومقتبل سن الشباب، ولكن الشابين توفيا بنفس الطريقة، وكأنهما تواعدا على الموت كما كانا في حياتهما.

– البداية

قال عمر عبد العزيز أحد أقارب الغرقى: البداية كانت يوم الجمعة 12 من الشهر الجاري، مصطفى محمد يبلغ من العمر 16 سنة في الصف الثاني الثانوي الصناعي، نزل إلى نهر النيل عقب صلاة الظهر بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، كغيره من شباب القرية للاستحمام، فتأخر وغاب لساعات في الخروج من النهر، فأثار الأمر قلق أهله، الأمر الذي جعل عم الغريق يتوجه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن غيابه واتخاذ الإجراءات اللازمة، فتم احتجازه وعرضه على النيابة لأخذ أقواله في الواقعة.

تابع: بلغ أهل مصطفى الإنقاذ النهرى والحماية المدنية للبحث عن جثمان نجلهم في نهر النيل، وبالفعل قام رجال الإنقاذ النهري بقرية البرشا بالبحث عنه في نطاق حدود القرية فقط، ولأن منسوب النهر كان مرتفعًا لم يكملوا البحث، ولم يجدوا لجثمان الغريق أثر.

– من الغربة إلى ظلمات النهر

أشار: عقب غرق مصطفى عاد والده من السفر، وهو يعمل  بالمملكة العربية السعودية، وبدلًا من أن يستقبله نجله بالفرحة هو وإخوته الثلاثة كالعادة، عاد الرجل ليبحث عن إبنه في ظلمات النهر مع الأهالي بالقرية، الذين بدأوا بالتجمع عند النيل مكان غرق مصطفى للبحث عن جثمانه، ولم نجد له أثر منذ يوم الجمعة 12 مايو وإلى الآن، بطول نهر النيل من محافظة المنيا إلى القاهرة شمالاً، وحتى أسوان جنوبًا.

– لن يفرقهما الموت 

أوضح أحد أهالى قرية البرشا: أما الغريق الثاني علي إبراهيم أحمد، يبلغ من العمر 16 سنة وابن عمه مصطفى وصديقة أيضًا، وزميله في الصف الثاني الثانوي الصناعي،  كان يبحث مع أهالي القرية عن جثمان صديقه، في جزء من النهر بجانب الجبل، ونظرًا لارتفاع حرارة الطقس، قرر علي النزول إلى النهر للاستحمام، أو متخيلًا أنه سيعثر على مصطفى، ولكن ذهب ولم يعد، وكأن الصديقين تواعدا على الموت في مكان واحد كمان كانا مقربين لبعضهما البعض في الدنيا.

– بلاغ إلى النائب العام 

استطرد: تقدمنا ببلاغ للسيد النائب العام حمادة الصاوي، لأننا لم نجد الاهتمام المرجو من قوات الحماية المدنية بملوي، بحجة ارتفاع منسوب نهر النيل، فعادت فرق وقوات الانقاذ النهري مرة أخرى للبحث عن جثامين الشابين، لأن أهاليهم  يرثى لحالتهم، فاللهم الطف بهم.

وكان اللواء أسامة عبد العظيم، مدير أمن المنيا قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة ملوي، بورود بلاغين يومي 12 مايو و21 من ذات الشهر يفيد، بوفاة الطفلين مصطفى محمد وعلي إبراهيم أحمد، غرقا في نهر النيل بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي، فيما انتقل فريق من قوات الإنقاذ النهرى والحماية المدنية، بقرية البرشا التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، لانتشال جثة الغرقي إلا أنهم لم يتمكنوا من انتشالهما، وجار البحث عنه جثتهم، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لتولى التحقيق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.