علامة مميزه لشهر رمضان مدفع رمضان.

مدفع الافطار
مدفع رمضان و هو علامة مميزه لشهر رمضان
اعتاد المصريون قبل أذان المغرب مباشرة سماع دوي المدفع الذي ينطلق إيذاناً بموعد الإفطار، وعندما يصيح المدفعجي : «مدفع الإفطار … اضرب»

يبدأ الناس في كل مكان في الالتفاف حول موائد الإفطار.
يشير التاريخ إلى أن المسلمين في شهر رمضان كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم،

وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بأدائه. وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام.

أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.

وكانت الصدفة تلعب أحيانًا دورًا مهمًا فى حياة البشر، ويمكن أن تعيد صياغة التاريخ أو تساهم فى سطره، الصدفة تغير العادات والتقاليد أحيانًا،

وأحيانًا تؤكد عليها، ولمدفع رمضان قصة غريبة مع الصدفة، فكم منا يعرف أن إطلاق المدفع إيذانًا بالإفطار فى شهر رمضان حدث بالصدفة ؟

وبالصدفة تم إعتماده طقسًا رمضانيًا حتى الآن، وهناك ثلاث روايات إختلف فيها الكثيرون حول دخول مدفع رمضان إلى الحياة المصرية إلا أن جميعها تؤكد أنه إعتمد طقسًا رمضانيًا بالصدفة.

كانت القاهرة عاصمة مصر أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان. فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه.

وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان،

فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.

و هناك رواية أخرى مشهورة عن ظهور مدفع الإفطار تقول إن والي مصر محمد علي الكبير كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي،

وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدويًا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليدًا جديدًا،

واعتادوا عليه وطلبوا من الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام.

الرواية الثالثة لها علاقة بالحاجة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل كان الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع, فانطلقت قذيفة خطأ مع وقت أذان المغرب.

في أحد ايام رمضان فاعتقد الناس انه نظام جديد للاعلان عن موعد الإفطار فعلمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بهذا الامر فأصدرت فرمانا ليتم استخدام هذا المدفع عند الافطار والامساك وفي الاعياد الرسمية,

وقد ارتبط اسم المدفع باسم الأميرة وسمى حتى الان بمدفع الحاجة فاطمه
ومع اختلاف الروايات التى وضحت حكاية وتأريخ مدفع رمضان إلا أنها أجمعت على أن القاهرة عاصمة مصر أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان َنقلتها عنها باقي الدول العربية والإسلامية مع بدايه القرن التاسع عشر،
في منتصف القرن التاسع عشر وتحديدا في عهد الخديوي عباس الأول عام 1853م كان ينطلق مدفعان للإفطار في القاهرة: الأول من القلعة، والثاني من سراي “عباس باشا الأول ” بالعباسية ، وفي عهد الخديوي “إسماعيل”

تم التفكير في وضع المدفع في مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من القاهرة، واستقر في جبل المقطم حيث كان يحتفل قبل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود بعد نهاية شهر رمضان والعيد إلى مخازن القلعة ثانية .

وتطورت وظيفة المدفع فكان أداة للإعلان عن رؤية هلال رمضان، فبعد ثبوت الرؤية تنطلق المدافع من القلعة ابتهاجا بشهر الصوم علاوة على إطلاقه 21 طلقة طوال أيام العيد الثلاثة.

وهكذا استمر صوت المدفع عنصرا أساسيا في حياة المصريين الرمضانية من خلال المدفع الذي يعود إلى عصر “محمد علي” إلى أن ظهر الراديو، فتوقف إطلاقه
ولقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859 ميلادية ولكن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة غير الحقيقية ( الفشنك ) أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية،

كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدراسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة البعوث قرب جامعة الأزهر.

مدفع «الحاجة فاطمة» ويقال أنه اشترك في ثلاثة حروب هي تركيا ضد روسيا في شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لثورة المكسيك، وكذلك محاولات غزو بلاد الحبشة.

وتوقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، وكانت الجماهير تفطر على صوته المسجل في الإذاعة، إلا أنه عاد مرة أخرى بناء على أوامر وزير الداخلية أحمد رشدي الذي أمر بتشغيله ثانية، ومن المكان نفسه فوق سطح القلعة، طول أيام شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر أيضاً.

وقد اعترضت هيئة الآثار المصرية ( فى ذلك الوقت ) لأن المدفع يهز جدران القلعة، والمسجد، والمتاحف الموجودة في المكان، ووافقت وزارة الداخلية على نقله مرة أخرى من القلعةإلى جبل المقطم القريب أعلى القاهرة، مما يتيح لكل أبناء العاصمة الكبيرة سماعه.
وهكذا استمر مدفع الإفطار عنصراً أساسياً في حياة المصريين الرمضانية، الى ان تم ايقافه سنه 1992 .

حتى أنهم يستمعون إليه يومياً مسجل عبر أثير الإذاعة المصرية والتلفزيون حتى الان .
ورغم توقف المدفع من سنوات عديده الا انه اصبح من طقوس الافطار في رمضان وموجود الان فى القلعة كأثر سياحى

وهو مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيف
مدفع رمضان.

بقلم / د. مجدى شاكر كبير أثاريين وزارة السياحة والٱثار

أقرأ أيضا

نهي شكري تكتب عن الكيمياء في الحب والتجانس الروحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.