ملك القدود الحلبية صباح فخري.

ملك القدود الحلبية صباح فخري.

بقلم الكاتبة سلوى عبد الستار الشامي

 

ولد صباح الدين أبو قوس فى ٢ مايو لعام ١٩٣٣ فى مدينة حلب السورية أحد أهم مراكز الموسيقي العربية ،ولد لأب منشد صوفي وكانت والدته من أسرة دينية ذات تقاليد فى الإنشاد الديني حيث كانت تقيم حلقات فى الذكر الصوفي ، وفخري ليست نسبته وإنما هى تقديراً لفخري البارودي الذى رعى موهبته ، تعلم فى المدرسة القرآنية فى حلب أسس مبادئ اللغة وعلم البيان والتجويد قبل أن يبلغ ال١٥ عام من عمره وكان يؤذن فى جامع الروضة عندما كان صغيراً، وقد ظهرت موهبته فى العقد الأول من عمره ودرس الغناء مع دراسته العامة في معهد حلب الموسيقي وبعد ذلك فى معهد دمشق ، تخرج من المعهد الموسيقي الشرقي بدمشق عام ١٩٤٨ بعد أن درس الموشحات والإيقاعات والقصائد والصولفيج والعزف على العود على يد أساتذته أعلام الموسيقى العربية كبار الموسيقيين السوريين الشيخ على الدرويش ومجدى العقيلي ومحمد رجب وعزيز غنام .

ترك صباح فخري إرثاً فنياً للعالم العربي من موشحات ومقامات وقدود حلبية وتميز بصوته وأدائه المتميز على خشبة المسرح ، أدى أول موال فى حياته قبل أن يبلغ عمر ال ١٥ وهو موال ” غرد يا بلبل وسل الناس بتغريدك ” وقد علمته إحدى صديقات والدته ، بينما علمه عازف العود والملحن السوري الراحل محمد رجب أول موشح وهو ” يا هلالا غاب ” .

وكانت أول حفلات صباح فخري فى عام ١٩٤٨ فى القصر الرئاسي في دمشق فى زمن الرئيس شكري القوتلي، ومن أشهر أغانيه* قل للمليحة – ومالك يا حلوة مالك – وخمرة الحب- ويا طيرة طيري – وفوق النخل * ، كما شارك فى أعمال سينمائية مثل فيلم ” الوادي الكبير ” مع المطربة الراحلة وردة الجزائرية ، وشارك أيضاً فى فيلم ” الصعاليك ” عام ١٩٦٥ مع دريد لحام ومريم فخر الدين ، ومن أعماله التليفزيونية ” أسماء الله الحسنى” مع الفنان الراحل عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وزيناتى قدسية ، وكذلك مسلسل ” نغم الأمس” مع الراحل رفيق سبيعي وصباح الجزائري.

لحن صباح فخري وغنى الكثير من القصائد العربية ” لأبي طيب المتنبي وأبي فراس الحمداني ومسكين الدرامى وابن زيدون وابن زهر الاندلسي ” ، كما غنى لشعراء معاصرين مثل ” أنطوان شعراوي وعبد الباسط الصوفي وعبد الرحيم محمود ” .

وضع صباح فخري إسمه فى موسوعة ” غينيس” للأرقام القياسية عام ١٩٦٨ ،حين إستمر فى الغناء فى شكل متواصل من الساعة العاشرة ليلاً وحتى الثامنة صباحاً فى العاصمة الفنزويلية كاراكاس أى مدة عشر ساعات مما تعد حالة فريدة فى الغناء العربي.

فاز صباح فخري بالكثير من الجوائز وشهادات التقدير منها شهادة تقدير لغنانه فى قاعة نوبل للسلام فى السويد ، كما نال وسام تونس الثقافى الذى قلده الرئيس التونسي السابق حبيب بورقيبة عام ١٩٧٥ ، ووسام التكريم من السلطان قابوس عام ٢٠٠٠ ، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة فى عام ٢٠٠٧.

حمل صباح فخري الكثير من الألقاب خلال مسيرته مثل أمير القلوب وسلطان الطرب والفن الأصيل وبلبل الشرق ، ورحل صباح فخري عن عالمنا فى ٢ نوفمبر ٢٠٢١ عن عمر ناهز ٨٨ عام وتم دفنه فى دمشق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.