خواطر امرأة من مواليد الانتصارات الأكتوبرية بعد اليوبيل الذهبي
امرأة مواليد اكتوبر وخواطرها الاكتوبرية بعد اليوبيل الذهبى
خواطر امرأة من مواليد الانتصارات الأكتوبرية بعد اليوبيل الذهبي
خواطر امرأة .. جاءت للحياة مع تحقيق الإنتصارات التى أعادت لنا الهيبة بعد الهزيمة والإنكسار الذى عاشه وتجرعه من سبقها في المجئ للحياة والفارق بينهما بلا شك كبير.
بقلم د. رحاب أبو العزم*
*أوامر القادة*
بقلوب أحبت الوطن وترابه وسماءه، وعقول أدركت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وكرامة عاشت انكسار الهزيمة وأقسمت على الانتصار واسترداد معالمها من قسوة الخسارة لتحيلها إلى مكسب الشرف والإباء، من محمد أنور السادات؛ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشير أحمد إسماعيل؛ وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، والفريق سعد الشاذلي؛ رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ومشير فخري فؤاد ذكري؛ قائد القوات البحرية، وفريق طيار حسني مبارك؛ قائد القوات الجوية، والمشير محمد علي فهمي؛ قائد قوات الدفاع الجوي، والمشير محمد عبدالغني الجمسي؛ رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة صدرت الأوامر إلى كل ضابط وعسكري عظمت رتبته أو صغرت بالتواجد الروحي والقلبي والذهني قبل الجسدي على أرض سيناء الحبيبة لإتمام معجزة عسكرية فريدة من نوعها لم تتكرر كثيرًا في التاريخ العسكري العالمي بعد دراسة الإمكانيات المصرية الفعلية التي تؤهلها لخوض هذه الحرب ومقارنتها بإمكانيات الخصم؛ وذلك بهدف الوقوف على خطة هجومية سليمة ودقيقة. لن أتحدث في مقالي عن الخطة الهجومية، ولن أتحدث عن كيفية الحرب فذلك مطروح على الصعيد العربي والعالمي بل يدرس في الكليات العسكرية، بل سأمر سريعًا على الخطط الخداعية التي تنال التقدير والانبهار.
*مظاهر الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مصر قبل الحرب*
حينما نتأمل أحوال المجتمع المصري اجتماعيًا واقتصاديًا قبل الأوامر بشن الحرب الجارفة نتأكد بعين المنطق والعقل استحالة قيام البلاد بشن مثل هذه الحرب؛ حيث أظهر القائمون على شئون البلاد -وقتئذ- بانشغال البلاد في التنمية المحلية، واستعداد الأسر المصرية لموسم بدء الدراسة، وتأهب البلاد لاستقبال شهر رمضان المبارك والابتعاد الذهني عن احتمالية اندلاع حرب وسط الازدحام الدراسي والرمضاني، فأعلنت الوزارات المعنية بتوفير السلع التموينية توفير المخزون والسلع من أجل قدوم شهر رمضان المعظم. وقامت محلات الصالون الأخضر وعمر أفندي بتوفير كثير مما تحتاجه المرأة المصرية من ملابس وصيحات الموضة بأرقى الأقمشة حيث انتشر الانفتاح والتحرر الذي يبعد التفكير عن الأذهان في اندلاع أي حرب قريبًا. أما على الصعيد الاقتصادي فقد قام المسئولون بوضع وتطبيق نظم وسياسة الانفتاح الاقتصادي حيث أعلنت وزارة المالية عن اقتراض 5 مليون دولار لإنشاء 40 مركز طبي، وأعلنت عن وجود بضائع مستوردة مستعملة في الجمارك متنوعة الأغراض من قطع غيار وماكينات، وأعلنت بعض البنوك عن عن موعد سحب جوائزها على شهادات الاستثمار، كما أعلنت شركة مصر للتأمين عن طرح بعض الشقق والفيلات للبيع وللإيجار، وقد قامت وزارة التموين بضخ عديد من السلع التموينية من الدقيق والسكر واللحوم والمستلزمات المدرسية وفتح المتاجر الشعبية لبيعها بأسعار مخفضة ومحاربة السوق السوداء بمجابهة غلاء الأسعار، ومضاعفة السلع في الجمعيات الاستهلاكية، وكان ظنًا من الشعب المصري بأنها إجراءات طبيعية لأجل الاستعداد لشهر رمضان، ولم يعلم أحد الإرادة القيادية بتزويد الشعب بكل ما يلزمه قبل قيام الحرب.
*مظاهر الحياة التعليمية قبل اندلاع الحرب*
وفي سبتمبر 1973م أعلنت الجرائد الرسمية إقرار الدولة ببدء العام الدراسي في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر، وأعلنت طرح أحذية المدارس في عديد من الأسواق بسعر مخفض. وقام الأزهر بقيام معسكرات طلابية بالمطرية لقيام الطلاب والطالبات بشق الترع واستصلاح الأرض وذلك ضمن سياسة جامعة الأزهر لدعم أنشطة وطاقات الطلبة خلال الأجازة الصيفية. ولقد بدأت الشائعات المتعمَدَة حول تعريب الكليات العملية والتدريس فيها باللغة العربية بديلًا عن الإنجليزية، وكان هذا من أذكى الخطط التعليمية التمويهية حيث لا مجال لبلد يجادل المسئولون فيها حول قضية تعريب التعليم وحفظ الهوية العربية في أن تدخل حربًا يغلب عليها طابع الهزيمة.
*تكبيرات الانتصار*
هي سطور قليلة تحكي قصة قيادة تخطيطية من طراز فريد، وشعب ساند قيادته بما أوتي من إمكانيات كي تُسترد الأرض والكرامة وتُكسر شوكة العدو المتغطرس، ومع مرور السنوات نفتقد بقوة تلك الحقبة التاريخية، والتكبيرات التي نطق بها كل قلب صادق على اختلاف ملته وديانته. هي سطور قليلة لملحمة عظيمة أكدت النصر الناتج عن وحدة مجتمعية وعربية وإسلامية وأكدت نظرية الهزيمة عند الفرقة والنصر عند الوحدة. هي سطور قليلة تحكي اعتزازي بأني من مواليد الحرب الرمضانية الأكتوبرية وكم أتمنى أن يظل الاعتزاز عبر سنوات التاريخ القادم.