أسباب رفضنا للتغيير “٢” بقلم د. رحاب أبو العزم

أسباب رفضنا للتغيير “٢” بقلم د. رحاب أبو العزم

إستكمالا لما تناولناه في الحلقة الأولي حول الأسباب الحقيقية التي تدفعنا لرفض التغيير من أنفسنا نشير في الحلقة الثانية والتي تتضمنها السطور القادمة نقاط أخرى مختلفة .

.اعتياد الأمور

السبب الثاني أراه واضحًا في الاعتياد؛ نعم اعتياد الإنسان منا على أمر محدد أحب مزاياه، واعتاد على عيوبه، وتأقلم معها بل روَّض حياته أن تعايش هذا الأمر بإيجابياته وسلبياته. إن اعتياد الأمر ليس بالهين علينا؛ لذلك حينما يتكون بداخلنا، وتتشبع النفس به فليس باليسير تغييره.

وحينما يتصادم التغيير مع ما اعتدنا عليه فإننا نرفض التغيير ونقاومه، بل تتكون لدينا ردة فعل بالابتعاد عن هذا التغيير الذي يلوح من بعيد، ونضع الخطط لنفارقه قبل أن يقترب منا.

الفارق بين الحب والاعتياد

إن أحببنا الشيء فإننا نحبه بالقلب منبع الحب؛ فمن السهل تغييره لأن المشاعر في القلب تتبدل؛ بيد أننا حينما نعتاد على شيء بعينه فإن العقل والجوارح تألفه وتعتاد على وجوده؛ لذا فمن الصعب تغييره؛ لأننا حينما نغير ما اعتادت عليه جوارحنا وأفكار عقلنا فإننا نشعر بفراغ ممل قد اجتاح حياتنا من الصعب ملؤه؛ فكم هو مؤلم الابتعاد بعد الاعتياد.

3.  توقع السيء

يخاف البعض مننا من التغيير لأنه يتوقع الأسوأ حال التغيير فيرفضه، وهذا التوقع يصادم الشريعة والإيمان بأقدار الله تعالى، ويصادم الصحة النفسية؛ فقبل أن يتوقع المسلم الأسوأ حال التغيير يجب عليه الأخذ بالأسباب من دراسة مستفيضة للموضوع، ومن خلال سؤال أهل الخبرة وأهل العقد والمشورة، ومن خلال استخارته لله تعالى، ومن خلال عرض سلبيات وإيجابيات التغيير أو الأمر الذي هو مقبل عليه، وأن يعيش بداخل قناعات أنه قادر على تحمل الأسوأ إن حدث؛ لأنه يحدث بعد دراسة واستشارة واستخارة.

لا يريد الله لنا إلا الخير

فإن حدث الأسوأ فأنت قادر عليه، وستكون به الأفضل، وسيكون حالك به هو الحال الأفضل؛ لأن من دواعي إيماننا بالله تعالى أن نؤمن بأنه سبحانه وتعالى لا يريد لنا إلا الخير، لربما كان الخير في فقد عزيز غالٍ، لربما كان الخير في فشل تجربة ما أو مشروع ما، لربما كان الخير في تدهور الحالة الصحية أو المزاجية أو الذهنية.

لله الخفايا ولنا حسن الظنون

على المسلم أن يتوقع الخير دائمًا، ويحسن الظن في الله تعالى فهذا من تمام الإسلام، وحينما يرتفع سقف حسن الظن بالله تعالى نرى اليسر في كل عسر؛ فلا يرتفع سقف التوقعات تجاه البشر فهم مثلنا لا حول لهم ولا قوة إلا بالله تعالى. سنقبل بالتغيير إن رأينا الأفضل أمامنا وليس الأسوأ فعين المؤمن متفائلة مستبشرة، وهذا من تمام الصحة النفسية؛ لذا فنحن نؤكد أن من يرى الأسوأ ويتوقعه فهو غير سوي نفسيًا ونقول له: لله الخفايا ولنا حسن الظنون.

تنمية بشرية وصحة نفسية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.