أمجد زاهر يكتب: تاريخ بداية الأفلام المسيحية فى مصر
تاريخ بداية الأفلام المسيحية في مصر: رحلة الفن والإيمان
بقلم_أمجد زاهر
*الفصل الأول: الأنبا باخوميوس وكاميرا الثمانية ملليمترات*
في القرن العشرين، كانت فكرة استخدام الأفلام لنقل الرسالة المسيحية مجرد حلم بعيد المنال.
ومع ذلك، بدأ هذا الحلم يتحقق في عهد الأنبا باخوميوس، الذى يدير إيبارشية البحيرة.
وتبدأ القصة ؛ كان هناك طبيب يمتلك كاميرا ثمانية ملليمترات استخدمها لتوثيق الحياة الدينية والاحتفالات، مما شكّل اللبنة الأولى في تاريخ الأفلام المسيحية في مصر.
كانت هذه البداية البسيطة نقطة تحول هامة، حيث بدأ الفن يلعب دورًا أكبر في نشر الرسالة المسيحية.
*الفصل الثاني: طبيب العيون والفكرة الرائدة*
ثم جاءت الفكرة الرائدة لطبيب العيون ” ماهر رياض” الذي كان يمتلك تلك الكاميرا .
هذا الطبيب رأى في الأفلام وسيلة قوية لتعليم القيم المسيحية. فكر في إنتاج فيلم يعرض قصص القديسين وتاريخ الكنيسة،
وهكذا بدأت الأفلام المسيحية تأخذ شكلًا أكثر تنظيمًا واحترافية.
كانت هذه الفكرة تجسيدًا لرؤية جديدة لتعليم الناس من خلال الصور المتحركة.
* قصة اللقاء بين الأنبا باخوميوس وطبيب العيون**
تخيل لحظة لقاء الأنبا باخوميوس مع طبيب العيون. كان هذا اللقاء محفوفًا بالحماس والتوقعات.
بدأ الطبيب يشرح فكرته بحماس: “فيلم يعرض قصص القديسين وتاريخ الكنيسة! يمكننا أن نري الجميع جمال إيماننا.”
وافق الأنبا باخوميوس بفكرة الطبيب، مدركًا أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة ” شرائط الفيديو وقتها ” في نشر الرسالة الدينية.
“الإنتاج الأول وتحدياته”
عند بدء إنتاج مطرانية البحيرة أول أربعة افلام مسيحية ، واجه الفريق العديد من التحديات ،من إيجاد التمويل مع امكانيات متواضعة، كان الطريق مليئًا بالعقبات.
ومع ذلك، بفضل الإيمان والتفاني، تمكن الفريق من إنتاج أول فيلم مسيحي في مصر، وهو فيلم القديس الانبا مقار ؛ ثم فيلم البابا اثناسيوس ؛ وفيلم الانبا موسى الاسود ؛وفيلم القديس الانبا بيشوى.
فيلم “الأنبا إبرام” وكيف جاءت فكرته
فكرة إنتاج فيلم عن الأنبا إبرام جاءت من الأب يوحنا المصري، الذي اقترح إنتاج فيلم بتمويل قدره خمسة آلاف جنيه، وهي قيمة كبيرة في ذلك الوقت.
الأب يوحنا تحدث مع البابا شنودة، الذي كان داعمًا لفكرة استخدام الأفلام لنقل الرسالة المسيحية.
تم تعيين المخرج ماجد توفيق لإخراج الفيلم، وقد تم إنتاج الفيلم بتقنيات بسيطة وبمبلغ مالى تسعة عشر ألف جنيه.
ولكنه نجح في تقديم قصة الأنبا إبرام بشكل مؤثر،تميز الفيلم باستخدامه لموارد محدودة بشكل مبدع، مما جعله مثالاً يحتذى به في الإنتاج المسيحى.
*الفصل الثالث: الدعم الكنسي والتبرعات*
كان للبابا شنودة الثالث دور كبير في دعم هذه المبادرات، حيث رأى في الأفلام وسيلة لتعليم الشباب ونقل القيم المسيحية.
وقد أشاد بالأفلام التي تم إنتاجها وشجع على تطويرها. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التبرعات المجتمعية بشكل كبير في توفير التمويل اللازم لإنتاج هذه الأفلام.
كان هذا الدعم المالي والمعنوي أساسيًا في تطوير الأفلام المسيحية وجعلها جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الدينية في مصر.
*الفصل الرابع: الأفلام الأولى وتأثيرها*
تم إنتاج أول الأفلام التي تروي قصص القديسين وتاريخ الكنيسة المصرية بطريقة فنية .
هذه الأفلام لم تكن مجرد وسيلة ترفيهية، بل كانت تعليمية وتبشيرية، تساهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي بين الناس.
من خلال هذه الأفلام، تمكنت الكنيسة من الوصول إلى جمهور أوسع، مما ساهم في نشر الرسالة المسيحية بشكل فعال.
*الفصل الخامس: فيلم ‘الراعي’ والتطور التكنولوجي*
مع تطور التكنولوجيا، تمكنت الأفلام المسيحية من الوصول إلى جمهور أكبر.
فيلم “الراعي”، الذي يحكي قصة البابا شنودة؛ بتكلفة انتاجية مائتين وخمسة آلاف ومن إخراج ماجد توفيق.
هذا الفيلم وغيره من الأفلام ساهم في تعريف الناس بتاريخ الكنيسة والشخصيات الدينية المهمة، مما عزز من قيمة الأفلام كوسيلة تعليمية وتبشيرية.
*الاستمرارية والنجاح*
لم يكن النجاح في البداية مجرد صدفة؛بمرور الوقت، تطورت الأفلام المسيحية لتشمل مجموعة واسعة من المواضيع والأساليب الفنية.
مع كل فيلم جديد، كانت الرسالة المسيحية تصل إلى مزيد من الناس، مما عزز من تأثيرها وقيمتها فى المجتمع المصرى.
الأفلام المسيحية كشاهد على التاريخ
في النهاية، تظل الأفلام المسيحية شاهدًا على التاريخ والإيمان، تُظهر هذه الأفلام كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة قوية لنقل الرسائل الدينية والتعليمية. مع استمرار الدعم والابتكار، ستظل هذه الأفلام تلهم الأجيال القادمة وتحافظ على التراث الدينى والثقافي الغنى لمصر.