تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
ولد بعض نجوم الزمن الجميل في حياة رغدة وتمردوا عليها ليعملوا في الفن ومنهم يوسف وهبي وبهيجة حافظ وزكي رستم ، لكن على الجانب الآخر كانت هناك حياة بائسة يملؤها الفقر والقهر عاشها بعض النجوم الآخرين في طفولتهم وصباهم وامتدت حتى الشباب، ومنهم تحية كاريوكا وسامية جمال وزينات صدقي وإسماعيل يس .. وشخصيات هؤلاء المعذبون تدعو للدهشة من مقدرتهم العجيبة على تخطي الصعاب، فلو استسلم كل منهم للواقع الأليم الذي عاشه كان الفن سيخسر الكثير، فقد تمكنوا جميعا من الوصول إلى قمة المجد الفني وتربعوا عليه وأصبحوا في سجل الخالدين.
المزيد من المشاركات
دعونا اليوم نلقي الضوء على المآسي التي واجهت إسماعيل يس نجم الكوميديا في الوطن العربي الذي استطاع أن يترجم دموعه وآلامه إلى كلمات وإيماءات تسعد القلوب وتنتزع الضحكات من الجمهور.
في الحلقة الماضية تناولنا مشوار نجومية الراحل إسماعيل ياسين وكيف أستطاع أن يكون ثنائيًا فنيًا مع صديقه أبو السعود الأبياري، حيث قدما معا العديد من الأفلام الكوميدية الناجحة.
واليوم نستعرض لكم الحلقة الثالثة والأخيرة من مذكرات هذا النجم الكبير.
كون إسماعيل يس فرقة مسرحية ضم إليها كبار نجوم الفن ليعملوا معه بجانب تألقه السينمائي، وكان تزوج وأنجب إبنه الوحيد ياسين الذي أغدق عليه والده بكل وسائل الترفيه والتسلية ليمنح إسماعيل يس إبنه كل ما حرم منه في طفولته، بل تمنى أن يعيش طفولة إبنه الرغدة، فقد كان طفلا مدللا يعيش في حنان أبوين ويلقى منهما رعاية وحنانا حرم الأب منه ..
وفي منتصف الستينيات بدأت المشاكل تواجه إسماعيل يس حيث أوشكت فرقته على الأفلاس وبدأ المنتجون والمخرجون يعزفون عنه في تصرف غريب، في كان الرجل في قمة التألق والنشاط، ورغم سنه إلا أن إبداعه لم ينضب ، ففي عام 1965 قام بالبطولة لآخر مرة في فيلم ملون وهو “العقل والمال” ، ليجد بعد ذلك أكبر مشكلة تواجهه وهي مطالبة الضرائب له بقيمة الرسوم عن كل أفلامه السابقة ، وعندما هم بتسديد مع عليه وجد مغالاة وزيادة غير طبيعية في عدد الأفلام، فقد كانت هناك عدة أفلام تحمل إسما عند البدء في تصويرها ، ثم يقرر المخرج أو المنتج تغيير الإسم قبل العرض في السينما، بل وأيضا بعد طبع الأفيش للفيلم، ومنها فيلم “إسماعيل يس في الجيش” فقد كان إسمه “إسماعيل يس دُفعة” و”إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة” كان في الأصل “إسماعيل يس في بيت ريا وسكينة” وفيلم “محدش واخد منها حاجة” ليصبح “السعد وعد” وغيرها من الأفلام التي احتسبتها الضرائب مرتين وذلك حسب ما أعلنه إسماعيل يس في تسجيل إذاعي له ..
ومع عزوف السينما عنه وتسديده للضرائب المطلوبة منه بدأ إسماعيل في البحث عن عمل بعد أعلن أنه عاطل عن العمل في العديد من الأحاديث الصحفية لمجلة الكواكب، وتساءل الرجل: من حكم عليّ بالإعدام الفني؟
وفي تحقيق صحفي أيضا للكواكب أجراه الكاتب الصحفي حسين عثمان، أكد إسماعيل يس أنه سيفتح محلا للكشري بدلا من دق الأبواب لطلب العمل. تشويه تاريخ الرجل كانت المشاركات الأخيرة لإسماعيل يس في السينما مثل البداية تماما، فقد ظهر في عدة أدوار ثانوية في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وهي إنتاج لبناني منها “فرسان الغرام” و”عصابة النساء” و”طريق الخطايا”، وفي نفس الوقت كان قد أغلق مسرحه وتلاشت فرقته ليعود للعمل كمنولوجست في مسرح صديقه محمود شكوكو وبعض الملاهي الليلية الأخرى، لتكون النهاية حزينة ومأسوية، لتشبه بدايته الفنية تماما ..
ورغم أن ما فعله إسماعيل يس يعد إعجازا بشريا، وأصبح أكبر وأشهر نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، بل وفاق أيضا أساتذته نجاحا وشهرة، فقد ظهر تقرير مسموم في إحدى القنوات غير المصرية ليصف الرجل بأنه كان مقامرا وأنه أضاع نقوده وأفلس بسبب القمار، لذا دأبنا في الكواكب وكل إصداراتنا على إنصاف الرجل والتأكيد على تاريخه الفني البديع ودوره الكبير في إثراء السينما والمسرح بأدوار أصبحت من علامات السينما والفن المصري.
خالد فؤاد