الأم .. نهر حنان متدفق يعطى بلا حدود ولاينتظر مقابل

الأم .. نهر حنان متدفق يعطى بلا حدود ولاينتظر مقابل

بقلم / مهي سيد سالم


مهما تحدثنا عن الأمومة لن نستطيع أن نفيها ولو بجزء بسيط من حقها.
فالأم هى نهر الحنان ومنبعه المتدفق الذى يعطى الأبناء بلا حدود .

الأم هى التى تربي وتعلم ومن يتحدث عن كون الأم نصف المجتمع جانبه الصواب ، لأن الأم هى المجتمع بأكمله ، لما لها وكما نعرف جميعا من دور كبير فى المراحل المختلفة لتربية أبناءها ، فالأم تقوم بدور كبير وعظيم مع الأب والإبن والأخ ، ولا يقتصر دورها عند الأبناء فقط ، فهى أى الأم لها دور عظيم في المجتمع الذي لايمكن أن يصلح إلا بصلاحها ، كما أن لها دور كبير للغاية في إلحفاظ على كيان الأسرة فتلعب الدور الأساسي داخل كل بيت ، وفضل على الأبناء يأتي منذ اللحظة الأولى في حمل الطفل داخل رحمها تسعة أشهر كاملة ، تعاني الأم خلالها أشد المعاناة مع الحمل.

معاناة مستمرة لاتتوقف


ومع ذلك نجدها تشعر بسعادة غامرة ، لأن الله جعل بداخلها شعور لا يستطيع مخلوق وصفه حتى الام نفسها .
وتزداد مراحل معاناة الام عقب الولادة وهى راضية تماما ومحبة لكمية الآلام التى تتعرض لها منذ أن تحرك الجنين فى بطنها ، ولا ينتهي دورها عند هذه اللحظة بل تعاني الأم في رضاعة ابنها لمدة عامين كاملين كما ذكر ذلك رب العزة فى كتابه “وفصاله فى عامين” وتضحى فى سبيل ذلك بصحتها وطاقاتها ، والأم تحرص دائما على صحة أطفالها بإعطاءه رضاعته المتكاملة حتى ينمو طفلها رويدا رويدا ، وعندما يكبر وينمو تظل بجانبه حتى يدرس ويتعلم ويحصل على طبيعة عمل مناسبة ، لتبدأ من هنا دور الأم في خدمة وطنها لأنها استطاعت أن تعلم وتربى وتنشئ اجيال قادرة على خدمة المجتمع.

تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم

ومن هنا ولكل هذا فالأم مدرسة تساعد في تربية الأبناء حتي يصبحوا أشخاصا نافعين وصالحين يخدمون المجتمع فى جميع المواقع، الأم هي الأساس لكل شي طيب في المجتمع ، وقد قال عنها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق
” الام مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ”
وكرم الرسول صل الله عليه وسلم الام في حديثه الشريف اعترافا بمنزلة الام الكبيرة ،حيث قال “الجنة تحت أقدام الأمهات.

لايكفيها يوما واحدا

وما أحوج الجميع لدعوة كل أم خاصة فى ظل وجود الأزمات والمشاكل التى تعصف بالابناء .
ومهما كتبنا وعبرنا عن فضل ودور الأم تجاه الأبناء لن نوفيها جزء بسيط من حقها ، ولن أجد ما يكفي من العبارات التي تجسد أهمية وقيمة وعظمة ، الام هى الشعاع الذى ينير للأبناء بريق الامل نحو المستقبل.لذلك فإن فضل الام كبير وعظيم على الأبناء ، ومفهوم الأمومة لا يتوقف عند الإنسان، ولكن ربنا سبحانه وتعالى جعله فى جميع المخلوقات مع اولادها ، فحنان الأم لا يمكن أن يكون له حدود ، لانها بمثابة نهر متدفق لا ينقطع عن السريان ، ومهما تحدثنا عنها وعن عطائها مع اولادها لن نوفيها حقها ، وحتى عندما جعل الراحل العظيم مصطفى امين يوم 21 مارس من كل عام عيدا للأم فهو كذلك ليس كاف للتعبير عن شعور الأبناء نحو أمهاتهم ، لأنه ينبغى أن نحتفل يوميا بعيد الأم الذى تمثل حجر الزاوية فى حياة الأبناء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.