الأيام المعلومات من ذي الحجة بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الأيام المعلومات من ذي الحجة
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
فالأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من ذي الحجة،تابعوا تقاريرنا على اخبار مصر 24 ذلكم الشهر العظيم فإنها أيام مباركة وموسم يتنافس فيه الطامعون بالتجارة الرابحة .
فقد ذكر جماعة من أهل العلم أنها أفضل أيام السنة على الإطلاق، كما أن ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل ليالي السنة على الإطلاق.
فهذه الأيام العشر هي الأيام المعلومات من ذي الحجة بقول الحق تبارك وتعالى :
{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} الآية.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه فسأله ثم لم يرجع في ذلك بشيء .
وفيه دلالة واضحة على عظم شأن العمل الصالح وكثرة ثوابه في هذه الأيام، ولأن العمل الفاضل إذا صادف الزمان الفاضل تضاعف ثوابه كثيرا،ً ولاسيما ما خصَّ الله تعالى به تلك الأيام من عمل خاص بها دون غيرها، فإنه تكون أعظم شأناً وأكثر ثواباً، وتحقيقه وتحسينه من تعظيم حرمات الله تعالى:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} .
ومن تعظيم شعائره:
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
?فمن الأعمال المشروعة في هذه الأيام:
?توقي المعاصي والآثام فيها:
خشية الله تعالى وحذراً من عظم العقوبة على الذنب فيها لأن من أسباب عظم العقوبة ارتكاب الذنب عمداً في الزمن الفاضل أو المكان الفاضل فتوقي الذنب من تعظيم حرمات الله تعالى:
{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}
?التوبة إلى الله تعالى من الذنوب:
بترك المعصية لله تعالى والندم على اقترافها والعزم على ألا يعود إليها، ويصلح العمل فيما يستقبل من إيامه أن أعطاه الله عمراً أو يرد المظالم إلى أهلها أو يستحلهم منها ما أمكن والله تعالى يحب التوابين ويفرح بتوبتهم ويقبلها منهم:
{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ}
وقوله تعالى:
{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}
ومن صفة المؤمنين الموعودين بالمغفرة والجنـة ما أشار الله تعالى إليـه بقــوله تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
?الإكثار من ذكر الله تعالى في تلك الأيام:
{ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ}.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل .
?صيام ما تيسر منها:
فإن الصيام من جليل العمل الصالح الذي يحبه الله تعالى واختصه لنفسه ووعد بالجزاء عليه من غير حصر ولا عدد بل جزاء يليق بمنزلة هذه العبادة عنده ويليق بجوده كرمه وخصوصاً صيام يوم عرفة لغير الحجاج فقد صح الحديث فيه أنه :
يكفر السنة الماضية والباقية .
?السعي للحج لمن تيسر له:
والتزود له بما يلزم من طيب النفقة واستكمال جميع الأسباب التي تتحقق بها الاستطاعة ويتمكن بواسطتها من أداء الحج على الوجه الشرعي ومن ذلك التقدم قبل يوم عرفة بما تيسر من الأيام لإيقاع عمرة التمتع والقران قبل يوم عرفة والنظر في أمر السكن ووسيلة التنقل والصلاة في البلد الحرام طمعاً في ثواب الصلاة فيه إلى غير ذلك من فوائد التقدم وهي كثيرة.
?العناية بأمر الهدي والأضحية:
واختيار الأفضل فيها فإنه مع التبكير بشأنها يمكن حسن الاختيار ويعظم ثواب الانتظار.
?كثرة التلبية من الحجاج، والتكبير المطلق والمقيد في حق غيرهم:
بما في الأمصار، فإن هذه العبادات من الشعائر الدينية وجليل الأذكار الشرعية.
?القيام بأعمال يوم النحر من عامة المسلمين :
أ- فالحجاج يرمون جمرة العقبة وينحرون هديهم ويحلقون ويطوفون لتكميل مناسكهم في ذلك اليوم.
ب- وأهل الأمصار يصلون العيد ويذبحون الأضاحي ويتواصلون ويذكرون الله تعالى.
وهكذا فهذا اليوم أعظم أيام الحج شأناً وأجلها عملاً لدى الحجاج وأهل الأمصار بل هو يوم الحج الأكبر ويوم الجوائز.
فهنيئاً لمن حقق تلك الأعمال، وأخلص فيها لذي الكرم والجلال، وأحسن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، واجتنب موجبات الإثم ومنقصات ثواب العمل.
وفق الله الجميع لجليل الأرباح وأسباب الصلاح وموجبات الفلاح.
اقرأ المزيد