الخديوي عباس حلمي الثاني

الخديوي عباس حلمي الثاني

 

كتبت: وئام أحمد إمام

حكم مِصر لمدة ٢٢ عامًا أي منذ حوالي مائة عام، فهو رجل خاف منه الإنجليز ودول الغرب
رجل صنع التاريخ في تحديث مِصر.

 

اذا كنت تتذكر أن القاهرة كانت من أفضل مدن العالم، فتذكر أن هذا الرجل هو السبب، لأنه لفت أنظار العالم علىٰ آثار مِصر وقيمتها المبهرة، فهو من أسس التعليم العالي بمواصفاته العالمية الحديثة، وإذا كنتم قد مررتم يومًا ما ببوابة جامعة القاهرة، فتذكروا أن هذا الرجل هو من وضع حجر أساسها وقام بإفتتاحها.

 

واذا كان قد سبق لك استقلال القطار من محطة رمسيس بالقاهرة فتذكر أيضًا أن هذا الرجل هو من وضع حجر أساس هذه المحطة وهو من افتتحها.

واذا كنت قد زرت المتحف المِصري أو متحف الفن الإسلامي أو عبرت أيًا من كباري القاهرة، مثل (كوبري إمبابة، كوبري أبو العلا، كوبري الملك الصالح، كوبري عباس، كوبري الجلاء) فتذكر أيضًا أن هذا الرجل هو من وضع حجر الأساس لكل هذه الكباري.

 

أما إذا زرت قناطر أسيوط أو قناطر إسنا أو خزان أسوان وهناك أيضًا العشرات من مشاريع الري الأخرى فتذكر أن هذا الرجل هو من شيدها؛
وإذا كان قد سبق لك استقلال خطوط الترام في القاهرة فتذكر أن هذا الرجل افتتح شبكة خطوط ترام القاهرة سنة ١٨٩٦م، حينما كانت أفريقيا غارقة في الظلام.

 

اذا كنت قد استمتعت بزيارة أي أثر إسلامي مثل جامع السلطان حسن أو مسجد عمرو بن العاص أو بن طولون فعليك بالدعاء لهذا الرجل، لأنه كان أول من قرر وضع خطة شاملة لترميم آثار مِصر الإسلامية بداية من عام ١٨٩٥م، و كانت هذه الآثار معرضة للضياع والاندثار.

 

اذا كنت ترىٰ في حكام أسرة محمد علي، مثالاً للخنوع والخضوع للمحتل فعليك بمراجعة نفسك وإعادة قراءة التاريخ لأن هذا الرجل قد تم عزله عن عرش مِصر ونفيه للخارج لأنه عارض سياسات بريطانيا في مِصر.

هذا الرجل إختلف تمامًا مع السياسات السابقه لوالده الخديوي توفيق في حكم مِصر، لدرجة أنه أصدر عفوًا عن عرابي وسمح له بالعودة لمِصر ومنحه راتبًا شهريًا حتىٰ الممات.

 

هذا الرجل هتف المِصريون من أجله بعد عزله عن عرش مِصر وصار هتافهم دارجًا علىٰ الألسنة حتىٰ يومنا هذا “الله حي عباس جاي”.

رحم الله الخديوي ‘عباس حلمي الثاني” الذي لا يعرفه الكثير بل تم طمس تاريخه من الإنجليز، لذا وجب التنويه له وتعريف الناس به.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.