تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
صورة
يعيش كل إنسان في هذه الحياة مرورا بمنحدرات نفسية نتيجة تعامله مع كل شيء حوله أشخاصا كانوا أو مكانا أو زمانا ، ترتبط جميعها بمواقف يتعرض لها في حياته ،
هذه المنحدرات ، منها مايسعدنا ، ومنها مايؤلمنا ، منها مانبقيه ، ذكريات نستعيد فيها جمالها ، ومنها مانحذفه وندفنه في قبور النسيان ،
المزيد من المشاركات
نضطر أحيانا مع هذه المواقف والمنحدرات لحذف أشخاص إرتبطت بهم هذه المواقف ، ونضيف غيرهم قد نرى معهم سعادتنا ،
لكن يبقى السؤال ، لماذا نهرب أحيانا ؟ وماهي مبررات الهروب ؟ وهل تستدعي كل الأمور التي تصادفنا في الحياة للهروب حتى وان كان أثرها ضعيفا؟
الإجابة : ليس كل البشر يهربون عند تعرضهم لموقف تنحدر فيه نفسيتهم لتهوى بهم في بئر الإحزان ، إنما يكون الهروب لأشخاص لم يكن لديهم الخبرة الكافية و المسبقة على كيفية ادارة المواقف إو التعامل مع نتائجها السلبية ، فهؤلاء نراهم يتركوا ساحة القتال عند سماع صوت لأول رصاصة يطلقها الموقف ، نازحين إلى أماكن تخلو من وجود البشر ، يرافقهم الصمت الظاهري في خلوتهم ، لكن هناك بينهم وبين أنفسهم أحاديث غير مسموعه على هيئة عتاب أو لوم خفيف ، أو قد تتطور هذه الاحاديث لتصبح نوعا من الشجار ذات الحدة والصوت العالي فيما بين الشخص ونفسه ، بين عتاب شديد اللهجه وبين لوم موجع للنفس تسمع منهما صوتا تصفه بحالة من الجنون المؤقت الذي أصابت هذا الشخص ،
نوعا آخر من الأشخاص ، يترك المكان ليذهب لغيره هاربا من مكان حدثت به هذه المواقف ، او تاركا زمانا، هروبا منه ، وإستعجالا لوقت غيره جديد يكون بنوم يظن أن قد ينسيه تاريخ الموقف لتشرق شمس لنهار جديد وكأنه لم يكن هناك شيء
قد تعرض له ، ليعيش حياته من جديد ،
هكذا النفس البشرية بين منعطفات ومنحدرات ، بين هروب ومقاومة ، بين صمت يقتل صاحبه بسيفه ، وبين ضخب يوصف بمظهره نوبات من الجنون قد أصابته ، لكن تمر المواقف ويبقى الأثر بين النسيان والذكريات ، ينتظر ليطل برأسه من شرفات الماضي عبورا بالنظرات إلى بوابات الحاضر ، ليرى مايكون الحال لهذا الحاضر ، ليمده بشحنات من السعاده أو بقوة تجذبه جذبا عنيفا للوراء ، لقضي وقتا أطول من الحزن معها .
المقال السابق
المقال التالى