” جروحًا قد لا تلتأم” بقلم/ترنيم مناع

توقف عن إيجاد مبررات

في بداية أي علاقة نرسم احلامًا بخطوط متناسقة املين ان نخرج منها بلوحة عبقرية يُخلدها التاريخ لندرتها، وهنا يكمن الخطأ، لأننا نركز فقط على ان تخرج هذه اللوحة الى النور، دون أن نفكر بما هي الأداة المستخدمة في الرسم حتى وإن كانت انفسنا التي ارهقناها بكم من التنازلات التي سرعان ما تتحول الى نهج حياة، وفي محاولة منا لمراجعة ملامح اللوحة نجد انها غير متناسقة الألوان.. وبدلا من التوقف عن المحاولة، نبدأ في  إيجاد مبررات غير منطقية تصل بنا الى حد جلد الذات وإلقاء اللوم على انفسنا واتهامها انها لم تبذل المجهود الكافي لإتمام العمل كما ينبغي!! فنضاعف مجهودنا.. مما يُتيح للطرف الاخر ابتزازنا عاطفيًا وبحرفية في الاسقاط، نتقبل فكرة اننا المقصرين وانه بوسعنا ان نقدم افضل من هذا، فتبدأ صراعاتنا مع ذاتنا التي نُهدر فيها طاقات ونضيع فيها فرصًا نندم عليها لاحقا، وعلى مدار هذه الرحلة نفقد الكثير من الثقه بالنفس وبمعجزة إلهية فقط.. نكتشف انه في الحياة لا توجد ثوابت، نحن فقط من نُوهم أنفسنا بالبقاء الأبدي ونعتنق مذهب إرتباط الروح بشخص تسري عليه جميع قوانين الطبيعة من متغيرات مبررة وغير مبررة. لنفيق ذات صباح بذلك الوهم اننا بلا روح!!

 ونبدأ صراعا قاسيًا مع أنفسنا لنتعايش مع هذا الواقع الجديد الذي سنعرف يومًا ما انه أيضا لن يدوم، وان جملة واحدة كفيلة ان تقلب  حياتنا رأسا على عقب فبعد رحلة من المغامرات والتحديات قد تبدو دهرًا من كثرة أحداثه، نجد إجابات صادمه لأسئلة لطالما دارت في فكرنا، وبالرغم من معرفتنا للأجوبة ومدى قسوتها، إلا اننا دائماً نتوقع ان نسمع ما نود ان نسمعه لا الحقيقة، كثيرا من الإحباطات التي نتعرض لها.. إن لم تكن جميعها.. نحن السبب الوحيد لها، ان لم يكن بسبب سوء اختيار فهو على ادني تقدير، بسبب عدم اخذ قرار صائب في الوقت المناسب، الاستمرار في علاقة مريضة تستنزف مشاعرنا يتلف الروح، منذ البداية نعلم انها علاقة غير سوية ولكننا في محاولة فاشلة منا للإثبات العكس نحارب ضد التيار.. لنعود خاويين الوفاض، بل أيضا نحمل جروحا قد لآ تلتأم!! ألاف الإشارات تُرسَل الينا عبر تصرف او جملة او ما شابه، لتدق ناقوس الخطر الذي كثيرًا ما نتجاهله تقديسًا منا لشخص هو اقل من العادي ولكننا من الهناه!! 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.