حسام الأطير يكتب :محمد حسين يعقوب الإجابة ( لاأعلم)

كتب: حسام الأطير

رأينا وتابعنا بالأمس شهادة الداعية السلفي محمد حسين يعقوب أمام محكمة جنايات القاهرة في القضية المعروفة إعلاميا ب «داعش إمبابة».

وظهر ” يعقوب ” على كرسي متحرك نظرا لظروفه الصحية
نتيجة إصابته بانزلاق غضروفي، وقدم للمحكمة الإشاعات والتقارير الطبية التي تفيد صحه كلامه .

أغلب وسائل الإعلام المختلفة رأت في شهادته وماجاء فيها بأنه
تنصل وتبرأ من فكره ومنهجه ” السلفي ” ومن دعوته .

ولكن الحقيقة أنه لم يتبرأ من منهجه ولم يتبرأ من فكره ولم يتبرأ من دعوته ،لكنه كان مراوغا ومتحفظا في أجوبته وردوده .

القاضي ويعقوب

فعندما سأله القاضي ما هو الفكر السلفى ومضمونه؟
أجاب ” يعقوب” بأن هذا السؤال يوجه إلى دعاه الفكر السلفى

وعندما سأله القاضي ما هى انتمائتك؟
قال أنا لا انتمى إلى حزب أو جماعة، وأقول إن لهم منهجهم

وعندما حاصره القاضي مشددا عليه في السؤال عن جزئيةالفكر الذي يتبعه ..أقر في النهاية بأنه ” سلفي” من داخله .

والواضح جدا أنه كان يتعامل بدهاء لأنه يعلم جيدا أن كل كلمة محسوبة عليه وأنه أمام كاميرات لذلك كانت ردوده مختصرة ودبلوماسية .

تطبيق الشريعة

أما في مسألة تطبيق الشريعة والحدود ، فقدأقر بعدم تطبيق الشريعة في مصر ولا بتطبيق الحدود وتمسك بذلك .

عندما رد على القاضي في تلك الجزئية تحديدا  وقال : عندما تطبق الشريعة وتطبق الحدود ننظر في كيفية عقوبة القاتل .

كما أنه أقر بفكرة الخلافة في الدين ولكنه قال لا يوجد خليفة الآن لعدم إجماع المسلمين ، لكنه لم ينفي الفكرة وهي ( الأصل) .

ومن الواضح أيضا أنه تم تدريبه جيدا من جانب محاميه على كيفية التعامل مع اسئلة المحكمة بحيث تكون أغلب ردوده ( لا أعلم) حتى لا يورط نفسه ، وعمل بمبدأ من قال لا أعلم فقد “أفتى “

فهو يعلم أن القاضي يريد إنتزاع ردود معينة وفتاوى محددة منه ، فكان يهرب بطريقة بسيطة، وهي إدعائه عدم المعرف فقال :

لا أعلم شيئ عن القاعدة ولا أعلم شيئ عن داعش ولا أعلم شيئ عن الفكر السلفي التكفيري ولا الجهادي .

ولا أعلم شيئ عن ” كيفية القتل ” في الشريعة ولا أحفظ الشروط الثمانية التي لابد أن تتوافر في ( عالم الدين) .

وكأن لسان حاله يقول للقاضي ( لن أجيبك بما تريد) ، مما دفع القاضي أن يقول له ( كان ظننا فيك غير ذلك ياشيخ محمد )

في النهاية حاول محمد حسين يعقوب أن يظهر نفسه بأنه لا يعلم شيئ عن أي شيئ ، وهي عكس الشخصية التي ظهر بها لسنوات طويلة والتي يدعي بها العلم والمعرفة لكل أمور الدين والدنيا.