حصري وحيد حامد : عن المهرجان أفرحنى مرتين ولادته وتكريمى/ حوار:صفاء عبدالرازق

تقرأ بالعدد الورقي الجديد لصحيفة " اليوم الدولي" ديسمبر ٢٠٢٠

حصري لقاء وحيد حامد : عن المهرجان أفرحنى مرتين ولادته وتكريمى/ حوار:صفاء عبدالرازق
صوته هادى يبتسم عندما يشاهد الناس، يحمل معه حقيبتة التى تحمل كل ما يحتاجه للكتابة، نصه ساحر ومفرداته مركبة تخلو من التعقيد يتميز بطول البال دقيق لدرجة التميز فى منطقة الكتابة السينمائية التى تحمل هموم وعجز الشارع المصري، لديه قدرة على نقل الواقع بطريقة التى يراه فيها  من مشاعر وأنفعالات  فهو كاتب السيناريو الخاص جدا للعقود الثلاثة الأخيرة، وحيد حامد الذى كرمه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال42 برئاسة محمد حفظى.


بعد رحلة طويلة من الإنجاز الإبداعى ما هو شعورك بتكريمك
فى مهرجان القاهرة السينمائى ؟
بصدق شديد جدا، أول مرة عرفت أن فيه مهرجان سينما فى مصر كنت طاير من الفرحة، كنت شاب مفتون بحاجة اسمها سينما وأول ما عرفت ان فيه مهرجان سينمائي فرحت فرحة شديدة جدا،  اظن فى لحظة تكريم المهرجان  نفس الفرحة التى احساست بها بعد 42 من الفرحة الأولى ، وهو حلم يقظة  ان اتكرم من المهرجان  فى نهاية المشوار وخاصة أن التكريم له معني كبير عندي لأن رئيس المهرجان محمد حفظي من الشباب وكون ان جيل الشباب يلتفت الي  هذه الالتفاته الكبيرة لها  تقديرا كبير عندي .
تأثير أعمالك على المجتمع المصرى بشكل خاص والعربى بشكل عام ؟
ما يميز النص السينمائى، جملة الحوار، من الضرورى أن تملك رشاقتها وصدقها، والجملة الحوارية الرشيقة تكتسبها من ثقافتك العامة و قراءتك للأداب وتذوق الشعروالمسرح.
بالأضافة إلى مصداقية معايشتك للمجتمع أن تأخذ منه وتعطيه، وهذا ما يفتح فرصة أمام الإبداعات السينمائية أن تستمر عبرالزمن وتحافظ على كينوناتها، واذا افتراضنا ان هناك طعما للسينما فهناك ثلاث انواع منها  الحلو والمر والحامض وما كتبته كان باتجاه الحلو مما جعل الناس تتذوق ما أكتبه واستمر هذا مع الجيال الاحقه .
لماذا أتجهت إلى إنتاج الأفلام التى قمت بتأليفها؟
السبب وراء قيامى بانتإج الأفلام التى اقوم بتأليفها  واقعة حصلت أثتاء تصوير فيلم” اللعب مع الكبار” مع أحد المنتجين الذى أرد تغير مشهد بكامله لتوفير النفقات وهو  مشهد يجمع بين عادل إمام وحسين فهمى أثناء تجولهما فى التروماى فى شوارع القاهرة فرفضت ذلك وقمت بإنتاج الفيلم وبعد هذا العمل لجأت إلى إنتاج افلام مثل”ديل السمكة” و”النوم فى العسل” و”معالي الوزير”. وذلك حفاظا على جودة الإنتاج التى اريدها لهذه الأعمال .
تنبأت فى بعض أعمالك السينمائية بالمستقبل؟
لا يوجد فى السينما نبوءة، وانما توقع ومحصله نكتسبها من دراستنا  للمجتمع واحوال الناس، واذا كان فيه فساد فمن الطبيعى  أن ينتج عنه فجوة  اقتصادية او اخلاقية او انسانية،  فهي كانت توقعات مبنيه على ماأراه فى المجتمع الذى أعيش فيه وسط الناس.
فأنا أحبيت السينما جدا وأخلصت للواقع  ولم أكتب فى عمرى نصا سينمائينا  واحدا مجبرا عليه أو ضد قناعتى وافكارى التى أنطلق منها  فى الكتابة ، باستلهام الواقع كما اراه .
أحد أركان تجربتك السينمائية أرتكزت على المشاركة بينك وبين عادل إمام وشريف عرفه كثلاثى متميز فى فترة من الفترات؟
فى هذه  الفترة كان هناك تقارب كبير فكريا بينى وبين الفنان عادل إمام والمخرج شريف عرفه، وحققا تجربة فريدة من نوعها كما عبرت عنها نوعية الإفلام التى تشاركنا فى إنجازها وأثرت فى حينه فى الوعى العام مصريا وعربيا.
كيف كان التعامل مع المخرج عاطف الطيب؟
تشاركنا أنا والمخرج عاطف الطيب  بتقديم أفلام عدة  منها “التخشيبه” و”البري” و”الدنيا على جناح يمامه”و” ملف فى الاداب” الذي شاركنا فى فى إنتاجه  انا وعاطف الطيب، وفى تجربتيى مع المخرجين الذين تعاملت معهم أن لكل مخرج له نكهته الخاصه ولغته فى نقل المشاهد على الشاشة.
وحتى المخرجين الذين لم أتعامل معهم كانت لهم نكهاتهم ورؤياهم التى يقدمونها على الشاشة فمثلا كنت أرى ان مخرجا مثل داوود عبد السيد كاتب سيناريو ممتاز وكان لي مشروع مع المخرج خان لم يحالفنى الحظ للعمل معه.

تغلب على أعمالك طابع التعرض للجماعات الاسلامية ؟مثل الإرهاب والكباب والارهابى؟
كل كاتب يسيطر على اعماله قضية محددة تتنوع طرق إبدعاته لاظهارها وانا مثل الآخرين كنت مهوسا بقضيتى فى رفع الظلم ونشر العدالة الإجتماعية وكنت أرى فى الجماعات أحد الاسباب المعيقه فى رفع الظلم وتحقيق العدالة ومعاداة التقدم والإنسانية.
واللأسف الشديد فأن المد الوهابى والفكر السياسى الاسلامى الأكثر تخلفا يتقلص فى كل الدول وينمو فى مصر وذلك بسبب  حالة الجمود التى نعيشها فكريا والتى بدأت أول ملامحها فى أوائل السبعينات التى قادت الى تغير كلي، لنصبح أكثر تخلفا من المتخلفين السلفيين فى السعودية.
ولهذا نجد ان الأجيال الجديدة أصبحت أكثر تزمتا وأكثر تخلف من الاجيال السابقة لتراجع الثقافة وانتشار فكرالجماعات الوهابية التى دمرت الكثير من الأفكار فى هذا الوطن.
النص السينمائى يحمل إسقاطات فكرية وسياسية؟ وافلامك التى قمت بتأليفها تحمل ذلك؟
اجاب: الاستاذ والمؤلف  وحيد حامد بختصار شديد صاحب الإفلام التى تحمل الكثير من الاسقاطات الفكرية والسياسية بشكلا مختصر جدا ” المجتمع كده والناس كده بنأخذ من الناس وترجع للناس”.
تجربتك مع النصوص الأدابية وتحويلها إلى اعمال سينمائية؟
الإعمال التى أحببتها فقط والتى تصلح أن تكون أفلام هى من سعيت إليها مثل ” جريمة فى جزيرة الماعز” و”عمارة يعقوبيان”، وكنت أتمنى أن أنقل رواية  الاديب المصري بهاء طاهر “خالتى صفية والدير” إلى شاشة السينما وهو حلم لم يتحقق.
كيف تري مصر فى ظل ثورة التكنولوجية الآن والميديا ؟
التكنولوجيا أدت إلى ثقافة رخيصة وهشه، واصبحنا نفتقر إلى القراءة الجدية التى ترتكز على المصدر الاساسى الكتاب والبحث، بدلا من الركاكه وعدم دقة المعلومات التى تغرق فيها وسائل التواصل الاجتماعى وكثرة المعلومات المغلوطة التى تجدها على محركات البحث الالكترونية.
وضمن السياق أبدى المؤلف رفضه لعرض أعماله على المنصات الالكترونية لأنها حسب رأيه محدودة الجمهور وانه يريد لاعماله ان تصل إلى الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.