” سنعود كما وُلدنا نختبئ في زاويه الآّسره”
بقلم/ هبه دولة
نظرت لطفلي الصغير ذو العشر سنوات وهو هائمًا في حُلم اعلم انه لم يعد كرتونيًِا كأحلامنا ونحن صغار، ربما حلمًا بوصوله للمستوي الاخير في لُعبته المفضلة.. وفي لحظة هاربة من واقعٍ
مفرط يستعمرنا لواقع مجرد يلخص رحلتنا.
كيف تغيرت طريقة نوم طفلي عن ايام ولادته! وكأنه يولد بعدم ثقة في الحياة يختبيء داخل تكوينه الضعيف كبذرة تختبئ تحت الارض تخشي السطح.. ثم يبدأ يوما بعد يوم تتفتح اوراقه كزهرة آن لها الحياة.. فيحتكر براحا اكبر من فراشه، ثم يبحث عن وسعادته المفضلة ،ثم يستلقي منفرج الساقين غير مكترث لشيء بكل عفوية تكمن داخلها اقبال علي الدنيا.
ومع كل تغيير لحركة سباته فوق الفراش
يحدث في مقابلها تغييرا جذريًا في شخصيته.
ثم يأتي التمرد في ركل غطاءة في اكثر مراحل عمره اندفاعا وتعنت!
هل وجدت يوما رضيعًا يركل غطاءه بعنف
واصرار كما يفعل طفلا في العاشرة من عمره؟!
وها انا مررت بكل مراحلك ياصغيري وها
انا الآن اكتفي بزاوية صغيرة من فراشي
كي انام بكل هدوء.. خمدت كل ثوراتي وهدأ صخب أفكاري.. تلك الوسادة التي تُصر ان تحتضنها بين ذراعيك ،غدا ستنساها وستنسي كل عادات نومك الطفولي.. ركلك لغطاءك اليوم ،غدا لن تنام بدونه في اكثر الايام حرارة!
غدا سنعود كما وُلدنا نختبيء في زاوية
الأسّرة ونغفو بسكون ونستيقظ دون
الحاجة لترتيب الفراش.. وكأننا اكتفينا بالقليل.
وبين خوف الرضيع ويقين العجوز تتبدل معتقدتنا عن سبل الراحة والسعادة حتى.. في ساعات تسقط فيها كل قوانين الواقع.