“فلاش أدوبي”نهاية أشهر تطبيق لتشغيل الفيديو علي الانترنت

عشرين عاما في الخدمة قضاها أشهر تطبيق للفيديوهات “فلاش”، أعلنت شركة «أدوبي» نهايته الرسمية مع آخر أيام 2020. وتسبب إعلان شركة أدوبي نهاية التطبيق في مشاعر حنين للكثير ممن من استخدموا التطبيق،فقاموا بتدشين «هاشتاج» عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوداعه.

عام 1996 كانت بداية استخدام تطبيق فلاش ليساهم في تشغيل الرسوم المتحركة الغنية والتفاعلية لمواقع الويب المبكرة، ويستحوذ لعدة سنوات مجال عرض الفيديو والصوتيات ،لكن ظهرت مشكلاته وثغراته الأمنية التي طغت على إمكانياته الكبيرة.

ظهر تطبيق فلاش للمرة الأولى على يد مطورين مستقلين ثم نجحت شركة «ماكروميديا» في الاستحواذ عليه لفترة من الوقت، وبعد سنوات قليلة أثبت البرنامج اهميته في عرض محتوى عدد لا يحصى من مواقع الإنترنت، مما دفع شركة أدوبي لتستحوذ عليه عام 2005، وبعد أستحواذ شركة أدوبي العالمية الكبرى،كانت بداية انتشار التطبيق للعالمية، ليصبح ادوبي فلاش لاغني عنه لتشغيل أفلام «يوتيوب» وهي خدمة مشاركة الفيديوهات الصاعدة في ذلك الوقت، وظل فلاش هو المشغل الأساسي لها حتى عام 2015.

نهاية التطبيق رسمياً جاءت بإعلان شركة أدوبي التوقف عن تحديث مشغل تطبيقات فلاش منذ الأسبوع الأخير لشهر ديسمبر الماضي، بينما سيبدأ حظر الوصول إلى مواقع وملفات فلاش اعتباراً من منتصف هذا الشهر، أما مايكروسوفت فأعلنت أنها ستبدأ حظر الوصول إلى ملفات فلاش من جميع إصدارات ويندوز مع بداية هذا العام، بينما ستقوم متصفحات الإنترنت «كروم» و«فايرفوكس» بحظر تشغيل امتدادات فلاش، لتنضم بهذه الخطوة إلى متصفح «سفاري» الذي بدأ عملية الحظر منذ فترة سابقة.

ويأتي قرار إيقاف تشغيل تطبيق ادوبي فلاش ليضع نهاية تكنولوجيا فترة قديمة لشبكة الإنترنت، كان تطبيق ادوبي فلاش مرتبط بمعايير الصناعة المرتبطة بأنساق الفيديو والصوت بدائية وغير موحدة، ما جعل فلاش حلاً مثالياً للأشخاص الذين لديهم أنظمة كمبيوتر متعددة ومتصفحات مختلفة لمشاهدة نفس المحتوى، ولسنوات طويلة، وقبل أن تصبح الصور المتحركة الفكاهية «الميمز» عنصراً عادياً، كانت رسوم الفلاش المتحركة وألعابه هي الشكل المهيمن على ثقافة الإنترنت.

كان أهم من يميز التطبيق أنه طريقة مضمونة لتشغيل ملفات كبيرة الحجم باستخدام أجهزة ومتصفحات مختلفة، ومع ذلك فإن ضمان تشغيل ملفات الصوت والفيديو عبر نظام تشغيل فلاش، كان يعني دائماً إتاحة الفرصة للمتسللين والمخترقين للوصول من الأبواب الخلفية.

ايقاف تطبيق فلاش الشهير ستكون نتيجته اختفاء عشرات الآلاف من الملفات التي تمثل التاريخ القديم للإنترنت، وهو ما دعي الكثيرين لأطلاق عدداً من المشاريع التي تهدف للحفاظ على محتوى «فلاش» بعد توقف الشركة المنتجة عن دعمه، على سبيل المثال، أحد البرامج مفتوحة المصدر «Ruffle» يقوم بترجمة ملفات فلاش لتكون قابلة للقراءة في المتصفحات الحديثة، ويقوم موقع «أرشيف الإنترنت» باستخدام هذه البرمجية بشكل دائم للحفاظ على مجموعة كبيرة من الألعاب، ومقاطع الفيديو المتحركة التي اشتهرت خلال ذروة نجاح التطبيق، ليتم الاحتفاظ بها كأرشيف يمكن العودة إليه للأجيال المقبلة.

 

وللحفاظ على هذا الإرث الكبير فإن أرشيف الإنترنت قد قام بتحميل الآلاف من الرسوم المتحركة والألعاب وبرامج فلاش، ورغم صعوبة المهمة والاضطرار للتحقق من هذه الملفات بشكل يدوي إلا أنهم نجحوا في الحفاظ على الكثير من هذه الأعمال حتى لا تمحى من الذاكرة.

 

وخلال السنوات الأخيرة، انحصرت غالبية استخدامات تطبيق فلاش من قبل مواقع الويب المتخصصة في ألعاب المتصفح والتي اجتذبت ملايين اللاعبين، ولكن جرى عليها ما جرى على باقي التطبيقات، إذ بدأت تدريجياً في التخلص من فلاش لصالح الألعاب المكتوبة بلغات برمجة أحدث.

بيل كراموزيس، الرئيس التنفيذي لشركة «أديكتينج جيمز» المنتجة لمثل هذه النوعية من الألعاب يقول: «كان تأثير فلاش إيجابياً وسلبياً في الوقت نفسه، خاصة حجم التأثير الذي أحدثه في مجتمع المبدعين، وبالنسبة للمطورين كان على الأرجح أهم مجموعة أدوات مؤثرة حصل عليها المطور المستقل في التاريخ، أما الجانب السلبي فبدأ يظهر في السنوات اللاحقة خاصة المخاوف المتعلقة بالأمان، وأيضاً بعض المخاوف المتعلقة بالأداء، ولكن فلاش في سنواته الأولى مكّن الكثير من الأشخاص من الإبداع على الويب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.