“فن الخساره أم فوز بجداره”
بقلم / أحمد عز
لقد إنتابتني الدهشه حينما تابعت مشاهد عن كثب من قريب ومن بعيد
لأجد مشاهد يعجز لساني عن ذكرها
قد اكون من هؤلاء وقد تكون أنت
كلا منا يقف علي المسرح وهو يتفنن في خساره الاخر بمنتهي الجداره
.. لم نعد نتقن فن إقامه العلاقات الإجتماعيه السويه
لم نعد نعلي من شأن .. فأصفح الصفح الجميل لأنه ضعف
ولم نعد نؤمن بأنه .. وإن جنحوا للسلم فأجنح لها
ولم نعد نمارس .. تبسمك في وجه أخيك صدقه
ولم نعد نزين قلوبنا .. بأن الله محبه
ولم نعد نسلم الناس من لساننا .. فعلي الأرض السلام وبالناس المسره
التنمر .. أصبح دعابه ومرح
الطيبه .. أصبحت وصمه إجتماعيه
الكرم .. أصبح خيبه وعار
إنعدام الأخلاق .. أصبحت حريه
لقد جفت مشاعرنا الانسانيه .. فلم نعد نرويها
لقد أنبتت عروقنا شوكا وغل وحقد وكراهيه
لقد ألقيت بداخلنا قنبله نوويه لا أخلاقيه
مزقت قلوبنا إلي أشلاء
وعلي احسن الظروف أمطرت عليه بقطرات كالحجاره او أشد قسوه
قديما كان يلقي بالصبيان في الأدغال ليتعلم قلبه القسوه والجرأه والشجاعه ليصبح سلاحا يدافع به عن قبيلته وفي ذات الوقت يغلف الفطره الانسانيه السليمه ولا يلوثها
اما الان .. فأصبحت فوهات القسوه موجهه ضد صله الارحام ضد احباءنا ضد كل عابر سبيل
لقد احدثنا تصدعا وجدانيا في شرايين علاقتنا الانسانيه
لدرجه انه قد تشفق الحيوانات علينا ..
كنت منذ ايام قليله في مشهد مأسوي
يتقلب بين يداي من القلائل الذين اسكنوا قلبي يتقلب ذات اليمين وذات الشمال قبل مثواه الاخير لم يذكر سيرته الا بالخير
كانت السيره العطره التي تفوح منه
طيب القلب .. سريع الابتسام .. مسامح لكل صغير وكبير من اخطأ ولم يخطئ في حقه .. كريم يدخل علي احبابه بما تجود به يديه .. يزور القريب والبعيد ويصل الارحام بالصديق والقريب والبعيد .. وكذلك امي وكذلك جدي
فذهبت اجسادهم
وبقت تلك الصفات الحميده التي اصبحت وصمات إجتماعيه في ظاهرها وفي باطنها صفات حميده
سامحوا .. عاتبوا .. احبوا .. اكرموا .. كونوا طيبين .. اصفح الصفح الجميل
فالانسانيه خلقت علي العلاقات الاجتماعيه السليمه
لن تجد من يبكي علي ليلاك بعدك .. الا من يحبك فعلا
لن تجد من يسعي جاهدا ان يضمد جرحك الا من هو من دمك او عشره عمر
فالدمعه التي تنفطر من القلوب في الاحزان
والضحكه التي ترتسم في الافراح علي الشفاه
لهي أصدق مشاعر إنسانيه ستجدها في الوجود
فتعلم كيف تكسب
قبل أن تخسر
أذكركم .. وأذكر نفسي
فن الخساره .. رغم انه فن لكنه في النهايه اكبر خساره