” قنوات ذكرياتنا قربت تضلم” بقلم /هبه دولة

تأثيركم في حياتنا جزء من
ذكرياتنا، طفولتنا، وثقافتنا
ذكريات بدون انترنت، ولا
فيسبوك، ولا انستجرام.. تأثير
مباشر بدون وسيط بينا وبينكم
افيهاتنا ونكتنا وضحكاتنا،
ولازماتنا في الكلام منكم، كل
مرة بنخسر جزء من طفولتنا
وماضينا.. برحيل حد منكم، كل
مرة الحقيقة بتتأكد اننا بنكبر
وبنحزن وبنعجز.. في ناس ليها
جزء من ماضيك وذكرياتك وانت
مش حاسس، جزء من لغتك،
وعفويتك رغم إنك متعرفهمش
شخصيًا، لكن اول مابيروحوا
بتتوجع وتزعل، كأن شريط
حياتك اتقص منه جزء مهم
كأنك طفل في التسعينات اتقفل
في وشه التلفزيون في اكتر
مشهد بيحبه ومستنيه!!
صحيح اعمالهم موجودة لكن
غيابهم بيفكرك انك من الماضي
وانها مسألة وقت.. حقيقي الفن
مؤثر في شخصياتنا بدون مانشعر،
قنوات ذكرياتنا قربت
تضلم وتوشششش، زي زمان اما
كان التلفزيون بيخلص، في ناس
بتعتقد انها مش هتروح بالضبط
زي اهلك مبتعملش حساب
لغيابهم.. واهلك مش بس هما
الناس اللي حواليك، اي حد دخل
شاشة تلفزيونك واتأثرت به بقي
من اهلك ضحكت وزعلت
وانفعلت معاه.. تابعت حواراته
علي برامج التلفزيون واتشديت
انك تعرف اكتر عنه لمجرد انه
دخل بيتك في عمل فني لمسك
واتأثرت به..في كل مرة بنخسر
ناس معملناش حسابنا اننا نزعل
علي فراقهم اوي كده بيأكد لينا
اننا عيشنا طفولتنا بأمان ومتعة
وحياة.. حقيقي الانسان عبارة
عن ذكريات وحنين بيشجعوه
انه يكررهم مع اولاده واحفاده
في كل مرة بنشوف خبر وفاة
لناس بنحبها أثرت فينا لمجرد
انهم شاركونا ذكرياتنا وعمرنا
اللي فات، بيعرفنا اننا كمصريين
قد ايه عشريين وبننسجم مع اي
حد يضحكنا او يخلينا نبكي
معاه في مشهد شبه مشاهد
حياتنا الواقعية.. وقد ايه الموت
حقيقة مؤلمة بتخطف مننا احلى
ايام من عمرنا وتزود عمرنا بأيام
اكثر واقعية بتجبرنا اننا نعيشها
بدرامتنا الخاصة.
ربنا يرحم عمالقة الفن الجميل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.