لكل شهيد دينا في عنق المصريين….

لكل شهيد دينا في عنق المصريين….

بقلم :إيمان سامى عباس

تُبنى الاوطـــان وتنهض على اكتاف أبناء شعوبها من العمال والفلاحين ورجال الاعــمــال والـصـنـاعـة .. لكنها لاتـعـرف الاستقرار ويكتب لها البقاء أمنة مطمئن الا بدماء الشهداء وتضحياتهم .

.. ومنذ فجر التاريخ كتب الله بمشيئته ان يدخل الناس مصر آمنين لان ابناءها خير اجـنـاد الارض .. ولايبخلون عليها بــأرواحــهــم .. ويـدافـعـون عنها بالغالى والنفيس لتظل عبر العصور « أم الدنيا» ومهد الحضارة الانسانية .

ليس من الانصاف ان ننتظر « يوم الشهيد » من كل عام لنتذكر الشهداء من ابناء الجيش والشرطة والمدنيين الذين لولاهم لما عرفنا الامن والامان وعشنا فى استقرار فقد قدموا ارواحهم لتحيا مصر وشعبها .. لذلك علينا ان نتذكرهم فى كل يـوم نشعر فيه بـأن مصر حـرة مستقلة لايدنس ارضها احتلال ولا ارهاب .

ماذا فعلنا للشهداءالذين ضحوا بحياتهم ليضمنوا للشعب حياة آمنة كريمة .. وليحققوا للوطن حريتة وعزتة ؟! .

كان استشهاد الفريق اول عبدالمنعم رياض رئيس الاركــان فى الصفوف الاولـى على الجبهة فـى 9 مــارس 1969 اثـنـاء حرب الاستنزاف اكبر دليل على تلاحم قادة الجيش مع الجنود مما مهد لنصر اكتوبر عام 1973 .. ولذلك جاء اختيار هذا اليوم لتكريم كل شهداء الوطن فى كل العصور .. فهل يمكن ان ينسى الشعب مـن ضـحـوا عبر السنين ابتداء من الذين حاربوا مع مينا وأحمس ومع قطز وصــلاح الـديـن ومــع احمد عـرابـى وفى ثـورة 1919.. وكيف يمكن الا نتذكر كل يوم الذين سقطوا فى مقاومة الاحتلال الانجليزى ومنهم شـهـداء الشرطة فى مذبحة الاسماعيلية وطلبة المـــدارس والجامعات فى احداث كوبرى عباس .. ثم شهداء حروبنا ضد اسرائيل فى 48 و56 و67 والاستنزاف حتى اكتوبر 73 .. وهناك كذلك شهداء كل ثورات مصر .. وأخيراً علينا الا ننسى الشهداء فى معركة دحر الارهـــاب والقضاء عليه .. كل هــؤلاء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين عبر السنين علينا الا ننساهم ابداً ونظل نذكر قصص بطولاتهم وننقلها للأجيال .. فهم يستحقون ان تُكتب عنهم الروايات وتُنتج لهم الافلام والمسلسلات .

علينا أيضاً ان نرعى أسرهم .. فمنهم من ترك أبوين وأخوة .. وهناك من ترك أطفالاً أيتاماً وزوجة أرملة .. صحيح ان المسئولين بالقوات المسلحة والداخلية يقومون برعاية أسر الشهداء ولكن هناك شهداء من المدنيين تحتاج أسرهم لمن يقف بجوارهم .. وعلى المجتمع المدنى ان يقوم بدورة واشعار هذه الأسر بانهم ليسوا وحدهم وان تضحيات أبناءهم وأخوتهم و آباءهم لم تذهب هباء وان الشعب كله ممتن لهم .. وان الله سبحانه وتعالى يضع الشهداء فى منزلة الأنبياء والصديقين و الصالحين .. واذا كان هناك من يعتبرهم من الأموات فهم عند الله أحياء يرزقون !! .

الأهم من كل ذلك .. ان لكل شهيد ديناً فى عنق المصريين .. عليهم ان يأخذوا بثأره ولا يتركوا عدوه يفلت من العقاب .. وكل شعوب الدنيا تؤمن ان حقوق الشهداء لا تسقط بالتقادم وتظل تطالب بها وبالاعتذار لدولهم من الأعداء وصرف تعويضات لعائلاتهم .. فلماذا لا يتم تشكيل هيئة عُليا للمطالبة بحقوق شهداء مصر الذين سقطوا أثناء الاحتلال الانجليزى وأيام العدوان الثلاثى وفى الحروب مع إسرائيل .. والشهداء الذين فقدناهم وقت السلم مثل ضحايا الطائرة المصرية بايبيا والتى كانت من بينهم المذيعة سلوى حجازى .. وشهداء العدوان الوحشى على مدرسة بحر البقر من الأطفال الأبرياء وكذلك عمال مصنع أبو زعبل وغيرهم من المدنيين الأبرياء .. فاسرائيل نفسها تطالب بحقوق قتلاها مهما مرت السنين وتحصل لهم على تعويضات كبيرة مثلما حصلت مؤخراً من ألمانيا على 28 مليون يورو كتعويض لاسر 11 اسرائلياً قتلوا عام 1972 أثناء دورة ميونيخ الأوليمبية بخلاف المليارات التى تبتزها كل فترة بزعم ” المحرقة النازية ” !! .

مطلوب فوراً تشكيل هذه الهيئة او اللجنة للدفاع عن حقوق الشهداء وتتكون من ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدنى والجمعيات الأهلية المعنية بحقوق الانسان .. والعمل على جمع المعلومات والمستندات ومخاطبة المنظمات الدولية لتأييد موقف مصر فى الحصول على التعويضات التى يتم تخصيصها لرعاية أسر الشهداء .

ستظل أرواح الشهداء ترفرف من أعلى تذكرنا بأن علينا ان نكمل ما بـدأوه .. فإذا كانوا حافظوا على الوطن بحياتهم .. فعلينا الا نبخل بالجهد والعرق والعمل لرفعة شـأن بـلادنـا .. واذا كانوا واجـهـوا الاعــداء ودفعوا الدماء ثمنا للنصر عليهم .. فليس أقـــل مــن ان يضحى الجميع ” حُكاماً ومحكومين ” كل على قدر استطاعته لنتخطى الازمـات الاقتصادية التى تواجهنا وبإذن الـلـه سننتصر كما انـتـصـروا بالتكاتف والتآزر وبالعدل والمساواة .. فعلينا ان نتعلم من الشهداء ونتخذهم قدوة فهذا أحسن احتفال بيوم الشهيد !! .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.