” مرحب رمضان ” إعداد دعاء خطاب

"وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"

 

إلَى السَّماءِ تجلت نَظْرَتِي
وَرَنَتْ وهلَّلَتْ دَمْعَتِي شَوَقاً وَإيْمَانَا
يُسَبِّحُ اللهَ قَلْبِي خَاشِعاً جذلاً
وَيَمْلأُ الكَونَ تَكْبِيراً وسُبْحَانَا
جُزِيتَ بالخَيْرِ منْ بَشَّرتَ مُحتَسِبًا
بالشَّهرِ إذْ هلَّتِ الأفراحُ ألْوانَا
عَامٌ تَوَلَّّى فَعَادَ الشَّهْرُ يَطْلُبُنَا
كَأنَّنَا لَمْ نَكَنْ يَوماً ولاَ كَانَا..

اقترب الشهر الفضيل وها نحن نستقبل
نسماته ونعيش أول رَوحانياته في شهر شعبان

وها هو الشهر أنتصف والأيام الجميله تسرع بنا لإستقبال الشهر الكريم.

وليكن إنعاش القلب وإحياؤه قبل رمضان
بوقت كافٍ، فهنيئًا لمن تدرب وتمرَّن على
فك حصار شهوات وشبهات النفس، ودفع
بها بعيدًا عن نفسه، وانطلق ليحتضن
رمضان بقوة.

لقد وهبنا الله بفضله وكريم عطائه تلك
الأيام المباركة وذلك الشهر الفضيل
ليمنح عباده فرص للعوده إليه والإغتسال
من الذنوب والتقرب إلى الله أكثر
بالطاعات.. شهر الكرم.. حافلا بكل خير
وبركة ، أيامه معدودة ، وساعاته
محدودة ، لكنه كفيل بتحقيق أسمى
الغايات والطموحات ، انطلاقًا من مجاهدة
النفس وحملها على التزام مراد الله
وتدريبها على مداومة الطاعات ومقاومة الشهوات.

الجميع يستعد لإستقبال الشهر الفضيل
الشوراع اتخذت زينتها.. والمحلات أعدت
بضائعها.. والبيوت اشتاقت لأيامه ولياليه
ربات البيوت وطقوس الإعداد للموائد
العامره لأفراد أسرهن وجمع الأحبه على
مائده الإفطار.. فرصه عظيمه لصله الرحم
والتواد في الله مع الاهل والأصدقاء
والجيران.. يتشارك الجميع في تعليق
أفرع النور على الشرفات.. ووضع زينه
رمضان داخل البيوت وعلى واجهه المنازل.. مظاهر الفرحه في كل مكان
لإستقبال ذلك الضيف العزيز الغالي.

أحد عشر شهرًا مروا ملأت القلوب
بالتغافل والكسل.. ارتخت فيها الهمم
وثَقُلت العزائم بالذنوب والأعباء الدنيويه
وجف دمع العين من قله الخشوع لله
فأصبحت الروح أسيرة مقيدة بالهموم
منشغله بالدنيا.

فكل ما علينا الآن أن نستجمع طاقتنا
المهدره.. ونجدد النيه لله وننوي توبه
نصوحه من كل ماسبق.. ونستعد معنويًا
وروحانيًا لإستقبال تلك النفحات الإلهيه
فنمتنع عن ارتكاب المعاصي ونرتقي بتلك
الروح التي عُذبت معنا طوال أحد عشر
شهراً.. ندخل رمضان بثوب أبيض نقي
نتسامح.. ونفتح قلوبنا وبيوتنا لأحبائنا
نزور مرضانا.. ونرحم ضعفائنا.. نمارس
فضيله الإيثار.. نتغافل ونعلو فوق
المشاحنات ونترك الجدل جانباً
فهو شهر يعبر كالضيف الخفيف
فيكون بمثابة ميلاد جديد لنا ولقلوبنا.

* “اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة”

“خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ”

” أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى
مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ
جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ”

* نقرأ القرآن بتدبر وفهم ووعي لمعانيه
الجميله.. يقع بداخل قلوبنا أثره ويغير فينا للأفضل.. خير من سباق ختم القرآن لعده مرات دون أن يمس روحنا منه شيئًا.

* أحرص على أن يكون في ميزانك أجر
في كبد رطبه فهم أيضا خلق ربي.

* المداومه على ركعتين قيام الليل
“فقليل دائم خير من كثير منقطع”
لهم فضل كبير وتشعر إنك مع الله في
خُلوه بينك وبينه سبحانه
فيقول عليه الصلاة والسلام:
يتنزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا
كل ليلة حين يبقى ثُلث الليل الآخر
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من
يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر
له، حتى ينفجر الفجر”

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا
بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”

محظوظ من أدرك الشهر الكريم والأيام
المباركه.. فكثير منا لم يمهله العمر لأن
يعيش أيامه مثلنا.. فكم فقدنا من أحبه
خلال العام السابق.. فلنكن من الحامدين
الشاكرين للمولي عز وجل أن اصطفانا
وامهلنا لنتذوق لذه بركته ورحمته في أوله
وننال عفوه ومغفرته في اوسطه
ويحق علينا عتقه من النيران في أواخر
أيامه المباركه
فاللهم بلغنا رمضان ، وأعنا على صيامه
وقيامه إيمانا واحتسابا ، وأغفر لنا أجمعين وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ” ۚ

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.