مع الذكرى الأولي لرحيل قابوس…. عُمان تشق طريقها إلى النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم
مع الذكرى الأولي لرحيل قابوس…. عُمان تشق طريقها إلى النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم
مسقط، خاص:
لن ينسى العُمانيون يوم 10 من يناير من عام 2020، إذ ودعوا مهندس النهضة العُمانية وصانعها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه – السلطان الذي عاشوا معه بناء نهضة عُمان الحديثة على مدى خمسين عاما.
كان الشغل الشاغل له في اليوم الأول لتسلمه الحكم، تأليف حكومة قادرة على تسيير الدولة وبدء التنمية إذ لم تكن في عُمان لدى تسلمه الحكم حكومة بالمعنى المتعارف عليه، بعد خمسين عاما ودع السلطان قابوس عمان مكتملة الأركان والبنيان..بمؤسسات راسخة ودولة عصرية يحكمها القانون ومؤسسة عسكرية قوية تحمي منجزات النهضة وبلد ينعم بالأمن والأمان.
كان رحيل السلطان قابوس حدثا غير عادي، وفيه شعر العمانيون بالحزن الكبير والأسى، غير أن العزاء كان في تلك الوصية التي جاءت بالسلطان هيثم، ليشعر الجميع بالطمأنينة وأن الطريق إلى المستقبل مضيء بإذن الله ورعايته، في ظل الاختيار السديد للسلطان الراحل.
خلال عام من تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في السلطنة، حدثت الكثير من التحولات والمتغيرات، منها ما يرتبط بالداخل ومنها ما يرتبط بالخارج، بل بكل العالم من جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» التي غيرت ملامح الحياة وجعلت الناس يعيشون في عزلة.
برغم ذلك فقد مضت خطوات الإصلاح والتطوير في كافة مجالات وقطاعات الحياة في السلطنة، ورسم السلطان هيثم بن طارق، معالم الطريق إلى الغد المشرق، من خلال ثلاثة خطابات سامية، هي خطاب تولي الحكم وخطاب 23 فبراير والثالث في 18 نوفمبر، مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للنهضة العمانية.
رسمت هذه الخطابات مسارات المستقبل وخطط بناء الحياة العُمانية في كل القطاعات الإنتاجية والمجتمعية والمعرفية، وتحولت التوجيهات إلى برامج عمل مرئية ركزت على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة ومؤسسات الحكومة، بالإضافة إلى إعادة تشكيل مجلس الوزراء، وبرامج الترشيد المالي والرقابة الإدارية وغيرها، وتقاطع مع ذلك الحرص على تنفيذ برامج التوازن المالي والحماية الاجتماعية، بحيث تكفل الحياة الكريمة للمواطنين لاسيما ذوي الدخل المحدود من بعض الفئات الاجتماعية.
إن ما حققه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، خلال عام 2020 ورغم صعوبة الظروف التي مر بها كل العالم تجعل ذلك العام يوصف بعام الاختبار والجسارة الذي استطاعت السلطنة أن تعبره بكل ثقة واقتدار، بفعل حكمة القيادة وتعاون المواطنين وحرص الجميع على أن يكون الغد أفضل عبر برامج الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي بدأت مطلع هذا العام، عبر أول خطة تنموية من خطط الرؤية وهي الخطة الخمسية العاشرة.
وترتكز رؤية عُمان 2040 على أربعة محاور رئيسة هي: “مجتمع إنسانه مبدع” ويرتكز هذا المحور على التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية والصحة والمواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية والرفاه والحماية الاجتماعية وتنمية الشباب.
فيما يضم المحور الثاني “اقتصاد بيئته تنافسية” القيادة والإدارة الاقتصادية والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وسوق العمل والتشغيل والقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي وتنمية المحافظات والمدن المستدامة وتقنية المعلومات، ويتضمن المحور الثالث “بيئة مواردها مستدامة” جوانب البيئة والموارد الطبيعية.
أما المحور الرابع “دولة أجهزتها مسئولة” فيضم موضوعات تتصل بالتشريع والقضاء والرقابة وحوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع، وكل تلك المحاور تتسق مع التوجه الاستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته وملتزم بمواطنته.
وتركز خطة التنمية الخمسية العاشرة على آليات وبرامج التنويع الاقتصادي وزيادة إسهام القطاعات والأنشطة غير النفطية، وتضع مستهدفاً لمتوسط معدل نمو سنوي يقارب 3.2% في الناتج المحلي للأنشطة غير النفطية من خلال التركيز على قطاعات اقتصادية واعدة تتمثل في الصناعات التحويلية ذات المحتوى التكنولوجي المرتفع والزراعة والثروة السمكية والاستزراع السمكي والتصنيع الزراعي والغذائي والنقل والتخزين واللوجستيات، مستهدفة زيادة إسهام القطاع الخاص في القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة المحلية العالية واستكمال سلاسل القيمة والإنتاج والتوريد، وتحفيز إسهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تدعيم ترابطها بالمؤسسات الكبيرة ومن خلال تشجيع إسهامها في أنشطة الابتكار واقتصاد المعرفة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والأسواق المتخصصة ورأس المال المخاطر والتركيز على توفير فرص عمل لائقة ومنتجة للشباب العُماني خاصة في مجال ريادة الأعمال.