مقتل ” إدريس ديبي” رئيس تشاد على أيدي المتمردين

متابعة / حسام الأطير 

أعلن المجلس العسكري في دولة تشاد مقتل رئيس البلاد ، إدريس ديبي، اليوم الثلاثاء، في معركة خلال قتال ضد متمردين.

وفقا لما أعلنه قائد الجيش في بيان أذيع بالتلفزيون والإذاعة الرسمية.

ولم يعرف سبب زيارة الرئيس ديبي للمنطقة التي قتل فيها، أو مشاركته في الاشتباكات الجارية مع متمردين يعارضون حكمه.

وجاء الإعلان عن مقتل ديبي الذي حكم الدولة الواقعة وسط إفريقيا لأكثر من ثلاثة عقود.

بعد ساعات فقط من إعلان مسؤولي الانتخابات فوزه في انتخابات الرئاسة التي أجريت 11 أبريل.

ما مهد الطريق لبقائه في الحكم لست سنوات أخرى، وفق ما أوردت «الأسوشيتد برس».

وفور الإعلان عن مقتل ديبي، أصدر الجيش التشادي، الثلاثاء، 3 قرارات عاجلة، حيث أعلن الحداد بالبلاد.

وتشكيل مجلس عسكري انتقالي بقيادة نجل الرئيس الراحل، محمد إدريس ديبي، سيعمل على إدارة شؤون البلاد.

ونجل ديبي ضابط في الجيش التشادي، ويترأس المديرية العامة لجهاز الأمن لمؤسسات الدولة، المعروفة لدى التشاديين بالحرس الرئاسي.

كذلك أعلن الجيش إغلاق الحدود البرية بعد مقتل الرئيس، والاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية وصفها بأنها ستكون «شفافة».

وقال المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية أمس الاثنين إنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل من وصفهم بالإرهابيين .

بعد أن تقدم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا لمئات الكيلومترات جنوبا نحو العاصمة نجامينا.

 

وقال المتحدث باسم الجيش التشادي الذي كان محاطا بعدد من الضباط «المارشال إدريس ديبي إيتنو تولى قيادة العمليات خلال قتال بطولي ضد إرهابيين من ليبيا.

 مثلما فعل في كل مرة تتعرض فيها مؤسسات الجمهورية لخطر داهم. أصيب خلال القتال وتوفي لدى عودته إلى نجامينا»

وجرى حل الحكومة والمجلس الوطني وفُرض حظر تجول من السادسة مساء حتى الخامسة صباحا.

وقال برمينداو «المجلس الوطني الانتقالي يطمئن الشعب التشادي بأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لضمان السلام والأمن والنظام الجمهوري».

وصوله للسلطة 

وصل ديبي، قائد الجيش السابق، إلى الحكم عام 1990 عندما أطاحت قواته المتمردة بالرئيس السابق حسين حبري.

الذي أدين لاحقا بانتهاكات حقوق الإنسان في محكمة دولية بالسنغال.

وعلى مدار سنوات، نجا ديبي من عدة عمليات تمرد مسلحة، وتمكن من البقاء في الحكم حتى آخر تمرد قادته جماعة تطلق على نفسها «جبهة التغيير والاتفاق في تشاد».

ويعتقد أيضا أن المتمردين تدربوا وسلحوا في ليبيا المجاورة قبل العبور إلى شمال تشاد يوم 11 أبريل.

وعمل ديبي على وضع دستور جديد في 2018 كان سيتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2033 رغم أنه تضمن فرض قيود على فترات الرئاسة.

وحصل على لقب مارشال في 2020. وكان قد قال قبل انتخابات الأسبوع الماضي «أعرف سلفا أنني سأفوز مثلما فعلت طوال الثلاثين عاما الماضية».

وكان يواجه حالة من الاستياء الشعبي المتزايد بسبب إدارته للثروة النفطية في البلاد كما تعامل بحدة مع خصومه.

لكن ديبي حصل على 79 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي أعلنت نتائجها أمس الاثنين.

الحرب على الإرهاب

واعتبرت الدول الغربية ديبي حليفا في الحرب على الجماعات الإسلامية المتطرفة .

ومنها جماعة بوكو حرام النيجيرية في حوض بحيرة تشاد، والجماعات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل الأفريقي.

وتمثل وفاته انتكاسة لفرنسا التي اتخذت من العاصمة التشادية نجامينا مركزا لعملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

ولم يصدر أي رد رسمي من فرنسا بعد على وفاة ديبي.

وجاء وصول المتمردين في اليوم نفسه الذي سعى فيه رئيس تشاد لتولي فترة سادسة يوم الانتخابات التي قاطعها عدد من أبرز مرشحي المعارضة.

العلاقات مع مصر

تربط مصر وتشاد علاقات ثنائية قوية ذات إهتمام مشترك ، والروابط المصرية التشادية روابط تاريخية بحكم الإنتماء القاري والديني والعربي .

فتشاد دولة إسلامية أغلب سكانها عرب وعضو في الإتحاد الإفريقي ولها جالية كبيرة بمصر وبعثات تدرس بالأزهر الشريف.

 
وقد قام الرئيس الراحل إدريس ديبي رئيس بزيارة لمصر في نوفمبر من عام 2019  للمشاركة فى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.

واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وعقد مباحثات ثنائية وتطرق اللقاء إلى التباحث حول تطورات الأوضاع الإقليمية.

فضلا عن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المشترك بشأن تلك القضايا.

بما فيها ما يتعلق بالأوضاع فى منطقة الساحل، لا سيما فى ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.