ورحل وحيد حامد صاحب القلم السحري والحاسة السادسة



متابعة : حسام الأطير

فقدت مصر اليوم واحد من أهم مبدعيها خلال النصف القرن الماضية الكاتب الكبير” وحيد حامد.
وحيد حامد إبن محافظة الشرقية التي انجبت مئات من رموز الإبداع في الآداب والفنون والسياسة والإعلام تربى بين أحضان الريف المصري وكبر وترعرع كالشجرة المثمرة التي طرحت أعمالا فنية رائعة ومتميزة عشقها الجمهور وتفاعل معها وظلت خالدة في وجدانه وذاكرته سنوات طويلة .

* البداية

بدأ حياته المهنية بكتابة مجموعة قصصية بعنوان “القمر يقتل عاشقه”، لاقت رواجا كبيرا في الوسط الأدبي حينها ، ولفتت الأنظار إليه وبشرت بميلاد كاتب مهم .

احترف الكتابة من خلال التعلم من أشهر الكتاب والأدباء في مصر في حقبة الستينات والتي عرفت بثرائها الأدبي والفني والثقافي .
فتأثر بأدب نجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم والعقاد وعبدالرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس.

* الإحتراف

بدأ بالكتابة للإذاعة والتلفزيون و السينما و أصبح وحيد حامد أحد أبرز أعمدة السينما المصرية خلال العقود الأخيرة، وعُرف بتقديمه لأعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع المصري، وتطرح أفكارا حساسة وشائكة عن علاقة السلطة بالمعارضة والجماعات الإسلامية .
وتعاون مع غالبية نجوم و نجمات السينما مثل عادل إمام و سعاد حسني ونبيلة عبيد ونور الشريف وميرفت أمين وأحمد زكي ومديحة كامل .

* وحيد حامد وعادل إمام

شكل وحيد حامد ثنائيا سينمائيا رائعا مع النجم عادل إمام، استطاع من خلاله إبراز الوجه الآخر للفنان عادل إمام بعيدا عن الكوميديا، وهو الوجه الذي زاد من جماهيرية وشعبية عادل إمام وجعله يحطم أرقاما قياسية في شباك تذاكر السينما.
و قد بدأ تعاون وحيد حامد مع عادل إمام بمسلسل “أحلام الفتى الطائر” عام 1978، واستمر ليشمل عشرة أفلام أبرزها: “الهلفوت”، “اللعب مع الكبار”، “الإرهاب والكباب”، “النوم في العسل”، وكان آخرها فيلم “عمارة يعقوبيان” الذي صدر عام 2006 وأخرجه مروان نجل وحيد حامد.

* وحيد حامد وشريف عرفة

مع بداية فترة التسعينيات انضم المخرج شريف عرفة إلى الثنائى النجم عادل إمام ووحيد حامد، ليصبح ثلاثي سينمائي
متميز جدا .
وكانت البداية عام ٩١ بفيلم ” اللعب مع الكبار” ثم توالت بعد ذلك الأفلام التي تعد علامات فى تاريخ السينما المصرية والعربية، وهى اللعب مع الكبار، طيور الظلام، النوم فى العسل، الإرهاب والكباب، والمنسى، واضحك الصورة تطلع حلوة”مع الراحل أحمد زكي.

* وحيد حامد وسمير سيف

مسيرة فنية و سينمائية طويلة، جمعت بين وحيد حامد وسمير سيف، تمخض عنها أعمال بارزة وهامة في تاريخ أبطالها وفي تاريخ السينما .
منها
غريب في بيتي عام ١٩٨٢ بطولة نور الشريف وسعاد حسني
و فيلم آخر الرجال المحترمين عام ١٩٨٤ بطولة نور الشريف وبوسي
ومسلسل البشاير عام ١٩٨٥ بطولة مديحة كامل ومحمود عبدالعزيز
وفيلم الراقصة والسياسي عام ١٩٩٠ بطولة نبيلة عبيد وصلاح قابيل
وفيلم سوق المتعة عام ٢٠٠٠ بطولة إلهام شاهين ومحمود عبدالعزيز
ومسلسل آوان الورد عام ٢٠٠١ بطولة يسرا وهشام عبدالحميد
وفيلم ” معالي الوزير ” عام ٢٠٠٢ بطولة أحمد زكي ولبلة


* وحيد حامد ونبيلة عبيد

تعاون وحيد حامد مع النجمة نبيلة عبيد في أفلام متميزة جدا منها
الراقصة والسياسي عام ١٩٩٠

وأحد من أشهر الأفلام في السينما والذي تحدث عن علاقة راقصة شهيرة بمسئول سياسي كبير تتعرض لأزمة ويدور صراع بينهم .

كشف المستور ١٩٩٣

وتدور أحداث الفيلم حول إمرأة كانت تعمل في خدمة المخابرات في فترة مراكز القوى واستغلالها لجمالها في الإيقاع بالشخصيات الهامة، ثم تعتزل وتتزوج من أستاذ مرموق وتحيا حياة فاضلة، ولكن بعد 20 عامًا يحتاج رئيس المخابرات لخدمة من نفس النوع ويهددها بشريط قديم حتى تستجيب لطلبه.
كما تناول هذا الفيلم العالم السري للجماعات الدعوية التي بدأت تظهر في المجتمع خلال فترة التسعينات ونشاط جماعة الإخوان السري وتجنيده للفتيات والسيدات
وصفوة المجتمع وقضية التمويل الخارجي لتلك الجماعات .

* أعمال هامة

الإرهاب والكباب ١٩٩٢

من أشهر وأبرز الأعمال الفنية للكاتب الكبير وحيد حامد
فيلم ” الإرهاب والكباب ” عام ٩٢ مع الزعيم عادل إمام ومن إخراج شريف عرفة والذي حقق جماهيرية منقطعة النظير وقت عرضه بالسينما.
وكان يناقش قضية الإرهاب من منظور إجتماعي ومن زاوية مختلفة ، وكتبه وحيد حامد بعبقرية و حرفية شديدة جدا.

فيلم الإرهابي عام ١٩٩٤

وهو الفيلم الأجرأ في مناقشة ملف الإرهاب في ذروة الأحداث الإرهابية في التسعينات، وقد تعرض كل أبطال العمل و على رأسهم الكاتب وحيد حامد والفنان عادل إمام والفنانة شيرين للتهديد من جانب هذه الجماعات.

مسلسل العائلة ١٩٩٤

رصد حالة المجتمع المصري خلال فترة حرب الإستنزاف ومشاهدتها من تحول في المجتمع في أعقاب عصر الإنفتاح وهجمة التيارات السلفية المتشددة على مصر ، وانتقل لفترة التسعينات والتي شهدت غزو هذه الأفكار المتطرفة للمجتمع المصري واستغلال الفقر والظروف الإقتصادية وكذلك إستغلال البسطاء من جانب هذه الجماعات ، وكشف النقاب عن التجارى بالدين..إلخ.

فيلم طيور الظلام ١٩٩٥

واحد من الأفلام الهامة اعتبره كثيرون جرس إنذار للخطر الحقيقى لما تحمله الجماعات الإرهابية والمتطرفة، من مخاطر وتهديدات للمجتمع والوطن كله، كم تناول الفيلم الصراع السياسي الدائر بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان
وكذلك المفاوضات السرية بينهما .

كتب حامد العديد من المقالات السياسية والإجتماعية في صحف مصرية كثيرة ، وكان يحظى بجمهور واسع من القراء، كما أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات، تتلمذ على يديه خلالها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.

وفي النهاية إذا تحدثنا عن وحيد حامد فنحن بصدد الحديث عن كاتب فريد عبقري لديه القدرة على محاكاة الواقع وإستشراف المستقبل والتنبؤ بما هو قادم والتحذير من المخاطر والتهديدات ، كل أعماله جذابة و قادرة على تحقيق أعمالا تحقق نجاحا جماهيرياوتجاريا وفي نفس الوقت تحمل مضمونا فنيا وأدبيا محترما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.