ومازالت فلسطين تقاوم! بقلم/أسماء عيسوي

بقلم/أسماء عيسوي

فلسطين

ومازالت فلسطين تقاوم !

بقلم/أسماء عيسوي

إن المتتبع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعرف كيف استطاعت العصابات الصهيونية أن تستحوذ على الأراضي الفلسطينية بالحيَّل والخداع والقوة والمساعدات الأوروبية وكيف تم عقد الأتفاقيات لمصلحة الجانب الصهيوني ونقض الأتفاقيات والمعاهدات الخاصة بالفلسطينيين فكانت حبر على ورق لايمُتَّ للواقع بصلة ولاشك في أن قضية فلسطين هي قضية كل عربي حر وكل مسلم حق فهي أرض الإسراء أولى القبلتين وثاني الحرمين وأن مايحدث بها من إنتهاكات وحروب مستمرة وقتل وتهجير واستلاب لاترضى عنه الشعوب العربية بأي شكل من الأشكال.

لن تهدأ هذه العصابات ولن تتوانى عن تنفيذ مخططاتها في المنطقة إلا إذا تضافرت القوى العربية جميعها وهبت على قلب رَجُلٍ واحد لنصرة الفلسطينيين حينها فقط سيكون النصر الحق.

لكن كيف يتم هذا وكلٌّ يسعى خلف تحقيق مصلحته الفردية حتى لو على حساب الأبرياء في فلسطين؟!

لم أُحدِّثكم من واقع الخيال لكنه للأسف قد حدث بالفعل منذ تخاذل بعض الدول العربية في تمكين فلسطين من استرداد حقوقها المسلوبة من خلال التطبيق الفعلي للشروط المتفق عليها عام 1997م وحتى اليوم عندما صدمنا الواقع بمشاركة الطيران الإماراتي في القصف على حي الشيخ جراح وظهور العلم الإسرائيلي على برج خليفة في وقت كلنا نحترق من أجل الشهداء من الأطفال والشباب والنساء الضحايا جراء القصف على حي الشيخ جراح وتهجير سكانه بالقوة الجبرية . لكن دعوني الآن أعرض لكم سبب تسمية حي الشيخ جراح بهذا الأسم وموقعه وكيف تم استيطانه من قبل اليهود بالحيَّل والخداع؟

سبب التسمية:

سُمي على أسم الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي طبيب صلاح الدين الأيوبي القائد الكردي المسلم الذي حرر القدس من الصليبيين عام 1187م.

موقعه:

يقع حي الشيخ جراح في الجانب الشرقي من البلدة القديمة بمدينة القدس خارج السور وقد أنشئ عام 1956م بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية وفي حينه أستوعب 28 عائلة فلسطينية هُجِّرت من أراضيها المحتلة عام 1948م.

وعلى مدى عقود سكنت هذا الحي عائلات عربية معروفة مثل عائلة جار الله والحسيني والخطيب وعائلة النشاشيبي التي ينحدر منها إسعاف النشاشيبي الأديب الفلسطيني الذي مازال قصره ماثلًا هناك.

وفي الحي نفسه يوجد مدفن طبيب صلاح الدين الأيوبي, الشيخ جراح بالزاوية الجراحية, إذ توفي عام 1202م وبني فوقه مسجد بأسم مسجد الشيخ جراح.

سكنت عائلات مقدسية معروفة بمكانتها العلمية والأدبية ويطلق عليه أهل القدس ذاكرة القدس الثقافية وفقا للأناضول التركية.

والجزء العلوي من الحي هو الأكثر إزدهارًا, حيث تنتشر المقاهي والمطاعم ومكاتب القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي .

أما الجزء السفلي من الحي فهو حيث يعيش اللاجئون الذين سكنوه منذ خمسينيات القرن الماضي وهو يعاني نقصًا في البنية التحتية وتردي حالة البيوت فضلًا عن المواجهات المستمرة بين سكان الحي والمستوطنين.

وبحسب الموقع الرسمي لبلدية القدس التابع لإسرائيل يبلغ عدد سكان الحي نحو 15ألف شخص.

وعودة إلى عام 1956م حين أسكن الأردن لاجئين فلسطينيين في الحي بمنطقة تمسة كرم الجاعوني باتفاق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) على أن يتملَّكوا البيوت بعد ثلاث سنوات .

ولسببٍ ما تقاعصت الأردن عن تسجيل هذه البيوت في الطابو الأردني ومع انتهاء فترة التَّحكير ظن الفلسطينيون أنه يمكنهم استعادة أرضهم.

ولكن في عام 1997م قبل انتهاء مدة التَّحكير بقليل ذهب الفلسطينيون في الشيخ جراح إلى المحاكم الإسرائيلية مُطالبين باستعادة الأراضي الوضعية مع انتهاء فترة التحكيم إلا أن المحكمة رفضت الألتماس مما كان من العائلات إلاأن استأنفت القرار لكن المحكمة وفي عام 2010م منحت الأراضي لمستوطنيين يهود.

وكان قد تم في عام 1970م سن قانون الشؤون القانونية والإدارية بإسرائيل والذي نص على أن اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم في القدس الشرقية عام 1948م يمكنهم استردادها.

وفي شهر يوليو من عام 1972م طلبت الجمعيتان من المحكمة إجلاء 4 عائلات من منازلها في الحي بدعوى الأعتداء على أملاك الغير دون وجه حق بحسب الأئتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس.

ومنذ عام 2008م تسعى جماعة استيطانية تُدعى نحلات شمعون إنترناشيونال لهدم الحي وإقامة مستوطنة كبيرة عبر أدعاء أن هذه البيوت قد بنيت على أراضي مملوكة لمستوطنيين يهود وهو ماأيدته محكمة إسرائيلية.

وفي الأسبوع الأول من شهر مايو 2021م شهد حي الشيخ جراح مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين بعد تصاعد التوتر بشأن الإجلاء المحتمل لعائلات فلسطينيية في منطقة يطالب بها مستوطنون إسرائيليون .

وبينما يقول سكان الحي المقدسي أنهم يعيشون في هذه المنازل منذ خمسينيات القرن الماضي يزعم المستوطنون اليهود أنهم اشتروا الأراضي بشكل قانوني من جمعيتين يهوديتين اشترت الأراضي منذ أكثر من 100عام.

وهكذا يتضح لنا أساليب الصهاينة المخادعة والماكرة والغاشمة في تنفيذ مخططاتها وكيف تعاونها بعض الدول العربية؟!

وإلى الله المشتكى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.