ملكة بلا عرش

ملكة بلا عرش

 

كتبت: وئام أحمد إمام

يقال أنه كان هناك ملك وسيم للغاية وكان يبحث عن زوجه في قصره، وعرضوا عليه الكثير من الفتيات من لديهن جمال وسحر، ومنهن من لديهن ثروات كثيرة ولكن لم ترضيه اي واحده منهن.

 

وذات يوم أتت إمرأة متسوله إلىٰ القصر وقالت للملك: ليس لدي أي شيء أقدمه لك ولكن يمكنني فقط أن أمنحك الحب الكبير الذي أشعر به تجاهك، وإذا سمحت لي يمكنني أن أفعل شيئًا لأظهر لك هذا الحب.

 

هذا الكلام أثار فضول الملك الذي طلب منها أن تقول ما يمكنها فعله قالت: سأقضي ١٠٠ يوم في شرفتك دون أن آكل أو أشرب أي شيء إلا ما يسد الرمق، وأتعرض للمطر والهدوء والشمس وبرودة الليل، إذا استطعت تحمل هذه المئة يوم فستجعلني زوجتك.

 

وكانت مفاجأه للملك ولكنه قبل التحدي وقال لها: أقبل لان المرأة إذا استطاعت أن تفعل لي كل هذا فهي تستحق أن تكون زوجتي.

بدأت الأيام تمر وتحملت المرأة بشجاعة أسوأ العواصف، شعرت في كثير من الأحيان أنها يكاد يغمىٰ عليها من الجوع والبرد لكن ذلك شجعها علىٰ تخيل نفسها في النهاية بجانب حبها الكبير.

 

من وقت لآخر كان الملك يخرج وجهه من راحة غرفته ليراها ويومئها بإبهامه، مر الوقت ٢٠ يومًا ثم ٥٠ يومًا وكان شعب المملكة سعيدًا لأنهم اعتقدوا أنهم سيكون لدينا أخيرًا ملكة، ثم مر ٩٠ يومًا، واستمر الملك في النظر من نافذته من وقت لآخر.

 

أخيرًا وصلت ال ٩٩ يوم وبدأ جميع الناس يتجمعون علىٰ مشارف القصر ليروا اللحظة التي ستصبح فيها تلك المتسوله زوجة الملك، كانوا يعدون الساعات الساعة ١٢ ظهرًا في ذلك اليوم سيكون لديهم ملكة.

 

كانت المرأة المسكينة متدهورة للغاية لقد أصبحت ضعيفًة جدًا ومصابًة بالأمراض، ثم حدث ما حدث استسلمت المرأة الشجاعة في الساعة ١١ صباحًا في يوم ١٠٠ وقررت الانسحاب من ذلك القصر، ثم نظرت إلىٰ الملك المتفاجئ بنظرة حزينة دون أن تقول كلمة.

 

صدمت الناس لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا استسلمت تلك المرأة الشجاعة قبل ساعة واحدة فقط من رؤية أحلامها تتحقق لقد تحملت الكثير!

ولكنها عندما عادت إلىٰ المنزل كان والدها قد اكتشف بالفعل ما حدث فسألها: لماذا تخلت عن حلمها في أن تصبح الملكة؟
أجابت: كنت في شرفته ٩٩ يومًا و ٢٣ ساعة تحملت كل أنواع المصائب ولم يستطع تحريري من تلك التضحية، لقد رآني أعاني وشجعني فقط علىٰ الإستمرار دون إظهار القليل من الرحمة في وجه معاناتي، انتظرت طوال هذا الوقت أو حتىٰ تلميحًا من اللطف والاحترام لم يأتِ أبدًا ثم فهمت: مثل هذا الشخص الأناني المتهور والأعمىٰ الذي لا يفكر إلا في نفسه، لا يستحق حبي العظيم له.

العبره من هذه القصة؛ لا تفعل المستحيل من أجل إرضاء شخص لا يبذل من أجلك حتىٰ ما هو ممكن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.