الروح ولغزها .. من أسرار الله سبحانه وتعالي !!

الروح ولغزها .. من أسرار الله سبحانه وتعالي !

بقلم /إيمان سامى عباس 

يعيش بداخلنا صراع يتجدد عند كل موقف أو ازمة .. ” أفعل أو لا أفعل ؟! وهل يستحق رد فعلى هذا ان أفعله .. هذا الصراع يعي معنا مدى الحياة .. وتقفز امامنا كلمة .. لماذا ؟ قبل اى قرار .. من هنا استرجع مقولة د . مصطفى محمود : علينا أن نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره .. وقد لخص لنا

مصطفى محمود :

الدنيا فى هذه العبارة البليغة .. لكن هل نستطيع أن نواجه ما نحب ونرفضه لأنه يخالف النظام العام .. أو ينتقص من حقوق الآخرين .. فمغريات الحياة لا نهاية لها .. الطمع والانانية وحب الذات وغيرها

 ويبقى السؤال : كيف ؟! انها الروح أو النفس أو الشخصية .. التى تقود .. وترشد .. ولابد أن نعترف بأن الروح الهشة هى نقطة ضعف الإنسان .. وبمعنى اكثر دقة .. هى التى تبيح للإنسان أن ينغمس فى مغريات الحياة دون توقف .. اما الروح المؤمنة .. المحبة التى لا تملك سوى الحب والعطاء لكل من يتعامل معها .. فهى الروح التى تبث فى نفس صاحبها دماثة الخلق ولين الطبع والصدق والوفاء والاعتدال وتطبيق العدل وايضا الإتقان .. والاكثر من ذلك .. ان الروح انعكاس لما فى داخل قلب الانسان .. وغالبا ما تكون مقياس الحكم على الشخصية .. وقد يظهر ذلك على الوجه .. ومن أول تعامل .. يجئ الحكم بأن روحه حلوه ومريح .. او عكس ذلك .. من هنا أتساءل ..

 كيف يستطيع الإنسان .. ان يحقق انسجام الروح مع عناصر الشخصية .. ويصنع التوافق بين المغريات والتناقضات والاشياء المرغوبة والمرفوضة ؟.. وكيف يستطيع ان يشبع الإنسان رغباته .. دون أن يستولى على حقوق الآخرين .. كيف ؟! بالانتصار على الروح .. وكيف ينتصر الإنسان على ما بداخله .. من نزوات ورغبات ليست من حقه .. لا يوجد سوى الإيمان .. الدين .. القرب الى الله .. ومن يقترب من الله .. فهو فى دائرة النور .. وكما يقول

د . مصطفى محمود..

لا يأتى ذلك .. الا عن طريق طلب العون والمساعدة من الله .. بالصلاة والخشوع .. بالطاعة الكاملة لله .. لا تريد لنفسك الا ما يريده لك ربك .. وبالإضافة الى الدين .. القراءة .. فهى غذاء الروح .. وتنمية العقل وتهذيب الأخلاق .. وخبرة وتجارب عقول مفكرة مبدعة .. تضيف إلينا الكثير والكثير من مختلف شئون ومعارف الحياة .. اعترف انه ليس سهلا الانتصار على الروح .. أو على ما بداخل الإنسان من غرور وسطحية وتعال وظلم .. وهو ما يتطلب مقاومة الميل والهوى الذى بداخلنا .. اسمحوا لى ان اصطحبكم الى بعض من خواطر كتبها

 الإمام الشافعي:

 احد الائمة الأربعة : النفس حيرى والذنوب كثيرة .. والعمر يمضى والحياة ثوانى .. يا نفس كفى عن معاصيك التى .. كادت تميت الحس فى وجدانى .. انسيت ان الموت آت فاجمعى يا نفس من طيب وإحسان .. انا لست أخشى الموت بل أخشى الذى بعد الممات وعسرة السؤلان .. ماذا أقول اذا فقدت ارادتى .. وتكلمت بعدى يدى ولسانى .. انا يا إلهي حائر فتولنى .. ولأنت تهدى حيرة الحيران .. أنا إن عصيت فهذا لأنى غافل .. ولقد علمت عواقب العصيان .. أشكو إليك ضالتي ومذلتى .. فإرفع بفضلك ما أذل زمانى .. أدعوك فى صمتى وفى نطقى .. وفى همسى بقلب دائم الخفقان .. أدعوك فإقبل دعوتى وإرفع بها شأنى .. وكن لى يا عظيم الشأن .. لك فى الفؤاد مهابة ومحبة .. يا من بحبك يستضئ كيانى .. من لى سواك يجبرنى ويعيدنى .. من عالم الأهواء والشيطان .. يارب إنى قد أتيتك تائبا .. فاقبل بعفوك توبة الندمان .. كم جئت بابك سائلا .. فأجبتنى .. من قبل حتى أن يقول لسانى .. واليوم جئتك تائبا مستغفرا .. شئ بقلبي للهدى ناداني .. روحى لنورك يا إلهي قد هفت وتشققت عطشا له اركانى .. فاقبل بفضلك توبة القلب الذى .. قد جاء هربا من دجى العصيان .. واجعله فى وجه الخطايا ثابتا .. صلبا .. قويا .. ثابت الإيمان .. وامنن بعفوك .. ان عفوك وحده .. سيعيد نبض النور فى انسانى .. رحم الله امامنا الشافعى .. فقد أوضح لنا الطريق إلى كيفية الانتصار على الروح .. وبالمناسبة الإمام الشافعي من مواليد غزه سنة ٧٦٧ ميلادية وتوفى فى القاهرة فى ١٩ يناير ٨٢٠ ميلادية .. وبقى أن أقول : الروح ولغزها .. من أسرار الله سبحانه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.