حول التلاعب النفسي والبلطجة الفكرية

الدكتورة نيرمين فاروق حسن

الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب لاخبار مصر 24:

حول التلاعب النفسي والبلطجة الفكرية

Written By: Dr Nermeen Farouk Hassan
التلاعب النفسي نوع من التأثير الاجتماعي الذي يهدف إلى تغيير مفهوم أو سلوك الآخرين بل مشاعرهم أيضا تجاة أقرب أقربائهم وأصدقائهم من خلال أساليب خفية تعسفية و مخادعة لتعزيز مصالح المسيطر غالباً على حساب الآخرين.
وهذا النوع المسيطر من البشر يتمتع بمستوي كاف من الذكاء والدهاء، ومن القسوة أيضاً وسوداوية القلب والحقد على من هم أفضل مالياً أو علمياً أو معنوياً، أو حتى لكونهم يعيشون حياتهم سعداء، وهو بالتأكيد لا يخاف من التسبب في ضرر للضحية إذا لزم الأمر لانة فى حقيقة الأمر أنانى جدا ولا يهتم إلا بتحقيق مكاسبة الشخصية و يكون مريض بالأنا وكونة المنقذ وهو يعلم تماماً بأنة يؤذى ضحيتة ومن يحبونة فعلاً ولكنة لا يهتم لشدة غرورة ولإقتناعة التام بأنة وتصرفاتة هما الصح على طول الخط.
فغرس الشعور بالذنب يلعبه بمهارة على هذا النوع الخاص من التكتيك المتمثل فى التخويف و يقوم المسيطر بالإيحاء للضحية ذات الضمير الحي ولكنها قليلة الخبرة، بيضاء القلب لا تعرف الكرة، أنها لا تهتم بما فيه الكفاية ، وانها أنانية، و غير مبالية و عادة هذا الاسلوب يترك الضحية تشعر باحساس سيء و تبقي في موقف مليئ بالقلق والشكوك، كالمثل الأجنبى الذى يقول ” إملأ نفسة شعورا بالذنب .. وإتركة يبحث عن السبب .. ! ”
ويلعب المسيطر دور الضحية (المسكين) و يصور نفسه كضحية للظروف وللمجتمع الذى لم يقدر قدراتة وأنه يستحق أن يكون الأفضل دائماً، أو أن يكون ضحية لسلوك شخص آخر أو أشخاص تجاهة، من أجل كسب الشفقة والتعاطف وبالتالي الحصول على شيء أو أشياء من ضحيتة ليس بالضرورة أن يكون شيئا مادياً، و بالتالى من الصعب لأصحاب الضمائر الحية أن تقف لرؤية أي شخص يعاني، و المسيطر كثيراً ما يجد من من السهل اللعب على عواطف الضحية الانسانية للحصول على ما يرغب خصوصاً اذا كانت ضحيتة تكن لة الحب والعطف ومخدوعة فية سنين طويلة أو قصيرة المهم أنه خدعها بتصرفاتة الكاذبة.
بجانب تشويه صورة الضحية أكثر من أي شيء آخر ، هذا التكتيك هو أقوي وسيلة لوضع الضحية في موقع الدفاع ، بينما في نفس الوقت إخفاء النية العدوانية للمسيطر فهو دائماً يظهر أن نيتة هي الإصلاح وفى الحقيقة هو غير قادر على إصلاح ذاتة أو حالة.
كذلك لعب دور الخادم للتغطية على جدول الأعمال بالحنان المتصنع وغسل دماغ الضحية لخدمة مصالحة الذاتية، في ستار خدمة لقضية أكثر نبلا ، كالإهتمام بمصلحة ضحيتة وتخطيط مستقبلها وحمايتها من الآخرين ويلعب على أوتار كرة الآخرين للضحية وغيرتهم منها أو منه وعدم تقديرهم لها أو له كما يجب، وكأن الضحية ليست بشر فلا تخطئ، وكأن الآخرين ليسوا بشراً و معصومون من الخطأ، وهذا يتوقف على نوع الخطأ فقد يكون كلمة أو جملة قصتها علية الضحية على اعتبار انهم أصدقاء و لم يسمعها المسيطر ولكنة كما تقول الأمثال ” يعمل من الحبة قبة ” ويستمر و يزدهر فى تحطيم ضحيتة نفسياً وزرع الكرة ببراعة فى نفسها لمن حولها، مع استخدام دائماً الثناء والإطراء أو التأييد الصريح للضحية، وتلبية طلباتها والتى قد تكون ضارة لها من أجل حملها على تقليل دفاعاتها واعطاء ثقتها وولاءها له.
و براعة المسيطر تكمن فى إلقاء اللوم على الآخرين واستخدام اسلوب كبش الفداء قولاً وفعلاً بالقاء اللوم علي الآخرين، ومحاولة تشوية علاقاتهم بالضحية حتى وإن كانوا اقرب الأقرباء بطرق خفية ماكرة في كثير من الأحيان ومن الصعب الكشف عنها.
ويستخدم التلويح بالغضب بكثافة عاطفية كافية وإيمائات وغضب شديد لصدمة الضحية، و حملها على الخضوع لة وأنة متأثر جداً بكل ما تتحدث فية معة من مواقف تعرضت لها قد تكون بسيطة جداً وتحتاج الى نصح وارشاد، وتنقلب لمشكلات جسيمة يقنع بها ضحيتة أنها تتطلب الكرة والقطيعة، والمهيمن لا يكون غاضباً فعلا، بل يفتعل الغضب حتي يحصل علي ما يريد و يغضب ” حقاً ان لم يحصل عليه ” !
🌓 وأخيراً العزلة …
لكى يتحقق للمسيطر كل ما سبق من هيمنتة على مشاعر وتفكير وتصرفات ضحيتة يجب أن يعتمد أساساً على عزلة ضحيتة إجتماعيا، وتخويفها ممن أقنعها بأنهم يكرهونها.
والحل الأمثل فى بعدها الإجتماعى عنهم حتى ولو كانوا أقرب الأقرباء فهم فى الحقيقة يخيفون المسيطر بتلقائيتهم وطبيعتهم البسيطة السوية الغير سوداوية، فى التأثير الإيجابى على الضحية، والتى يلعب على مشاعرها و يتجة يومياً لتلقينها دروس لغسل دماغها وتسميم أفكارها بمن حولها بمجتمعها.
⭐ هنا يجد المسيطر فى نفسة المريضة سعادة فقد انتصر على من يكرههم من خلال زرع الكرة فى نفس ضحيتة لهم، ولا يستطيع الإنتصار عليهم، و لأنهم ببساطة تفهموة جيداً وحللوا شخصيتة كما حلل هو شخصياتهم، ولكنهم فضلوا الإبتعاد عنة لأن كل ما يحملة قلبة هو الكرة والحقد والغل، والحياة قصيرة جداً فلماذا لا يعيشونها بتلقائية وحب بدلاً من الكرة والمؤامرات، فلم يجد أمامة إلا تشوية نفس ضحيتة بكل ما سبق عرضة.
🔴🔵 أما الضحية فعناية الله تحرسها وأيضا كلما تقدمت فى السن وإزدادت خبراتها كلما قل تأثير المسيطر عليها، وكلما بحثت عن الخير ستجدة فى نفسها فهى فطرة الله التى فطر الناس عليها، وأعتقد أن النشأة فى الصغر وزرع الحب والخير والجمال فى نفس الطفل قادرة بأمر الله على ردع المسيطر ومحو سيطرتة وأفكارة السوداوية، لتخرج الضحية من نطاق مكرة وتلاعبة بعقلها ومشاعرها وإبعادها عن أقرب أقربائها وأهلها وأصدقائها بتجربة تتذكرها طوال حياتها تلخصها هذة الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
” ويمكرون ويمكر اللة والله خير الماكرين ”
صدق الله العظيم.
تمنياتي لكل متابعيني بدوام الصحة والعافية.
Dr. Nermeen Farouk Hassan
Dr. Nermo of Egypt ⚽ 👑
High Diploma Sport Injuries
Master’s Sport Physiology
PhD Physical Education
Helwan University Cairo – Egypt
CAF Commissioner 2016 – 2018
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.