بعد حفل تكريمه.. هاني شنودة يفتح قلبه لـ «أخبار مصر 24» 

 

حوار / خالد فؤاد

بين اليوم والأمس من المؤكد انه يوجد مسافات ومساحات ولا شك ان التطور موجود وقد القى بظلاله في مجال التكنولوجيا، الحفلات الموسيقية صناعة ضخمة لها جمهورها الخاص بالالاف وهي أيضًا طالتها يد التطوير والاختلاف.. فماذا كانت وكيف أصبحت ؟

التقت جريدة «أخبار مصر 24» بالموسيقار الكبير هاني شنودة في أول حوار له بعد حفل تكريمه الكبير والذي أقيم منذ يومين بالمملكة العربية السعودية برعاية هيئة الترفيه وحضر عدد كبير من أهم المطربين في مصر والعالم العربي وفي مقدمتهم الكينج محمد منير والهضبة عمرو دياب بالإضافة لمشاركة المطربة الكبيرة أنغام والمطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية الذى قدم له مجموعة من أغنياته الشهيرة أبرزها ” زحمة يادنيا زحمة” وأعضاء فرقة المصريين التى قام بتأسيسها منذ ٤٥ عامًا وحققت لافتًا وأشاد به الجمهور.

فقد تحدثنا معه عن أبرز وأهم ملامح هذا التطوير ورايه في مطربي اليوم وشكل الحفلات بين اليوم والأمس وإليكم نص الحوار:

الحفلات قديمًا وحديثًا

أستاذ هاني ماهو الفارق بين الحفلات في الماضي والحاضر ؟

من المؤكد أن الحفلات قديمًا كانت تضم عددًا أقل من الجمهور، أما الآن تضم عددًا كبيرًا وذلك لوجود الـ«ساوند سيستم» حاليًا، لأنه أتاح الفرصة لمضاعفة عدد الحاضرين، على سبيل المثال فقديمًا كانت حفلات ام كلثوم وعبدالحليم في السينما لا تستوعب أكثر من 500 شخص، لكن حاليًا الأعداد زادت في الحفلات بسبب هذا الـ«ساوند سيستم»، مثل التي أقامها ويجز، وتم تصويرها بالطائرة، كان عدد الشباب الموجود بها كبيرًا جدًا، وهو ما يظهر خاصة لدى مطربي” الراب” التي طغت مؤقتًا على الأغاني الرومانسية، لكن الأغاني الرومانسية، نتمنى عودتها كما كانت في الماضي، وأنا على ثقة أنها ستعود لأن الحب موجود، فالأغنية الرومانسية ستظل عماد فن الأغنية طالما أن هناك رجلاً وامرأة، ومهما اختلفت قوالب تقديمها وشكل الموسيقى.

ليالي التليفزيون

اعتدنا قديمًا على إقامة حفلات «ليالي التليفزيون» و «أضواء المدينة» بالقاهرة.. والآن اتجه الكثير من المطربين إلى الشواطئ والمدن الساحلية فى فصل الصيف لإحياء حفلاتهم.. ما تفسيرك لذلك؟

الأماكن في القاهرة محدودة، سواء كانت في الأوبرا أو على المسرح المكشوف، فهى لا تتجاوز 500 فرد، ألا اذا أقيمت الحفلة في الأستاد في المناسبات القومية، وذلك جعل عدد كبير من المطربين يتجهون الى أماكن أخرى مثل الساحل الشمالي، لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور وزيادة التفاعل مع المطرب، وأيضًا لزيادة الإيرادات عن طريق زيادة عدد التذاكر، وبالتالي تحقيق مكسب كبير للقائمين على الحفل.

من وجهة نظرك هل أنت مؤيد أم معارض لهذه الظاهرة؟

ليست الفكرة في انني مؤيد أو معارض أو حتى الأفضل أو الأسوأ، ولكن لكل زمان شكله الخاص ولكل وقت ظروفه الخاصة، والموضوع يتطور من حين لآخر، فاليوم هناك ما يسمى “جمهور الشباب”، وعددهم يكون بالألاف الذين يحتشدون لحضور هذه الحفلات لما يجدونه فيها من محاكاة لافكارهم وأسلوبهم وتقديم المطربين لهم ما يريدونه من إيقاع سريع وصاخب يدفعهم للبهجة والاستمتاع حتى إذا دفعوا في سبيل ذلك مبالغ كبيرة.

سبب أنهيار الفرق الغنائية

ما تعليقك حول الفرق الحديثة فمعظمها منسية؟

الفرق القديمة تكونت من فنانين وكان هدفها الاستمرار داخل إطار الفرقة، فاستمرت الفرقة فترات كبيرة، أما حديثًا فنجد بعض الفرق يتم تكوينها لفترات محدودة لمجرد الشهرة والعمل فيتجمعون لفترة محدودة، وبمجرد ان يشتهروا و الناس تعرفهم بالاسم، يسعى كل منهم أنه ينال حظه من الشهرة بمفرده ومن ثم يتفرقون.

أستاذ هاني رآيك ماهي أسباب افتراق الفرق قديمًا؟

الفرق كانت قديمًا وتفترق لأسباب منطقية فمثلًا فرقتنا “المصريين”، وتوقفت بوفاة كل من تحسين يلمظ وممدوح قاسم، وسفر كل من منى عزيز وإيمان يونس، بعد أن تركت الفرقة بصمتها في عالم الغناء وقدمت أعمالًا مازالت محفورة في الوجدان حتى اليوم مثل “ماشية السنيورة” و”ماتحسبوش يا بنات”.

كيف جعلت هذه الفرق شكل الحفلة يختلف قبل وجودها عما بعده ؟

منذ نهاية السبعينيات وبداية حقبة الثمانينات وظهور الفرق الموسيقية مثل المصريين والفور ام وغيرها من الفرق التي عزفت الأغاني ولكنها مزجت بين الموسيقى الشرقية والغربية، واختلف شكل الساوند سيستم وأصبحت الحفلات بعد ما كان يتم نقلها عبر وسيلة الإذاعة أو التلفزيون فقط أصبح الاعتماد على فكره السماعات الكبيرة التي كان يطلق عليها ” تاور او بورج” وتطور الامر الى الاعتماد على مساحات أكبر والات أضخم، وثم انتقلت الحفلات مع هذه الفرق وما تلاها مع حقبة التسعينيات الى الشواطئ حيث الأعداد غير المحدودة ويستطيع الأفراد الحضور على مساحات كبرى، وذلك استدعى تطوير شكل المسرح والأدوات الموسيقية.

وما هو الاختلاف في شكل الجمهور نفسه ؟

من المؤكد أن التغيير طال الجمهور المتلقي للأغنية وأيضًا فجمهور زمان كان يجلس على الكرسي ليستمع إلى اللحن والأغنية والجمل الموسيقية والكلمة العذبة ويتفاعل مع المطرب بإذنه ووجدانه اما الآن مع أغاني الراب والمهرجانات والايقاعات السريعة، أصبح الجمهور يقف على قدميه ويرغب في الرقص والحركة ولا يريد أن يستمع إلى كلمة أو لحن بل فقط يرقص ويتفاعل من خلال الحركة، ونجد مع تطور الزمن أصبح الشو والاضاءات والفايروركس، وذلك نجد أن سعر تذكرة الحفل الغنائيه نفسه أصبح غاليًا لان الجمهور لا يسمع الصوت فقط، بل يرى استعراض كامل.

كيف ترى عملية المنافسة في هذا الإطار ؟

المنافسة الشرسة بين الفنانين جعلت الجميع يدخل افكارًا عديدة للمنافسة والتفرد وجذب الالاف من الجمهور ويظل السؤال من سيصنع الشو ومن يبهر الحضور، وبدأ يدخل الرقص والاستعراض والألعاب النارية والكورال الكبير وفتيات الاستعراض وتحول الأمر بعد ذلك ما يشبه الصناعة، ولذلك يأتي الفنان يسجل أغنيته في الاستوديو مع فرقته ويلعب الاغاني ومن ثم يضع المزيكا على” فلاش ميموري” بعد فصل صوته، ليضع الفلاش ميموري على الكمبيوتر في الحفلة وتلعب المزيكا ماعدا صوته يطلع للجمهور لايف ليتفاعل معه.

ماهو تعليقك في عدم استمرارية الفرق بشكل عام؟

أي فرقة أو جماعة تفترق بسبب اختلاف الظروف مثلًا أو اختلاف الزمن، ولكن بالطبع هذا لا ينفى تأثر كل جيل بسابقيه، فلا شك أن جيلنا تأثر بجيل العمالقة أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وغيرهم، وكذلك فقد ترك جيلنا تأثيرًا في الجيل اللاحق مثل مطربي الراب الآن، لكن مطربي الراب والشباب الذين يسمعونهم، هم فقط يريدون الرقص والايقاع السريع دون أن يفهموا معنى الكلمات، فلا أستطيع أن اقدم لهم أغنية مثل “أهواك” وأنا لك على طول”، فهم لا يريدون هذا اللون، لكن اتصور انه بعد فترة من التشبع بهذا اللون وسيركزون ويكونون على استعداد لتقبل ألوان وأنماط غنائية تكون هادية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.